أحمد علاء الشمري مؤسس مشروع اصبوحة 180: "سنترك الجواب هنا للتاريخ ليكتب عن فعلنا كشباب"

الأمم باثنين، مكتباتها وشبابها ونحن نفتقر للأسف للجانبين 
أحمد علاء الشمري من قارئ الى صانع قادة، جمعتهم أصبوحة لينيروا نهضة سفراءها شباب عربي يرى في القراءة ضرورة وليست هواية للانتفاع من مخرجاتها في إطار صناعة الوعي وتطويره
مؤسس المشروع الاكبر عربيا اصبوحة 180 في حوار حصري لموقع اخبار 360 
- "احمد الشمري" اسم استطاع خلق ثقل وزن خاص به وسط الشباب العربي، وكانت الانطلاقة نحو تحقيق حلمه والكثيرين، دون اطالة دعنا نتعرف هذا الشاب الذي استطاع اللحاق بحلمه ولازال يفعل؟
لعل على المرء أن يعلم حقيقة أين هي مواضع أقدامه، فليست هي إلا على التراب ولم تخطو إلا خطواتها الأولى، وهذا واقع لا محالة، في أننا ما نزال على بداية الطريق الطويل الذي نسعى من خلال محطاته أن نشارك في صناعة النهضة الحق لأمتنا، نهضة تستعاد بها الكرامة الإنسانية التي تجعل الإنسان في أمتنا يدرك قيمة ذاته 
 اسمي أحمد علاء الشمري، شاب عراقي الميلاد والوطنية، ولدت في 18/6/1992وأكملت دراسة البكالوريوس في طب وجراحة الأسنان وعلى بعد أشهر قليلة من إنهاء رسالة الماجستير في تخصص أمراض وجراحة اللثة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، قمت بتأسيس مشروع صناعة القراء "أصبوحة180" والذي يعد الأكبر عربيًا هذا المشروع الذي نحلم بأن يخطو خطواته نحو ما يصبو إليه من زيادة الوعي عند أجيال هذه الأمة، كما ان لي تجربة بسيطة في الكتابة من خلال كتابين ( كن قائدًا ) و(خلق كخلقهم ).
-القراءة هواية وفعل فردي، لكن احمد الشمري استطاع من خلال اصراره ورغبته بأن يجعل منها عملا جماعيا وضرورة تستوجب القيام بها، هل ترى بأن الشباب قادرين على خلق بيئة جديدة لعاداتهم وافعالهم الإختيارية وجعلها ضرورية مما يسمح ببناء مجتمعات عربية متطورة؟
في الحقيقة القراءة لا زالت سمتًا فرديًا، لكن الفرق يكمن في قضية وجود ما أسميه الروتين الإيجابي ويعرفه الغرب بلفظ Discipline  بحيث يكون عند شباب أمتنا نظام مؤطر يسهل عملية الاستمرارية القراءة المنهجية والانتفاع من مخرجاتها في إطار صناعة الوعي وتطويره على النحو الذي يساعد بجدح شرارات النهضة الأولى والتي نحتاج لها، هل شبابنا قادر ؟ إن لم يكن هو فمن !
-اذا تحدثنا عن احمد القارئ فيجدر بنا الحديث وبصوت اعلى عن اصبوحة اترك لك المجال لتحدثنا عن هذا المشروع الذي لاقى رواجا واهتماما كبيرا لدى الشباب
"أصبوحة" هو مشروع شبابي يقوم على آلية صناعة القراء وفق نظام متقن وشامل يحتوي على عدة مناهج تُناسب مختلف الأطياف والأعمار، المشروع ليس بنادي للقراءة كما قد يظنه البعض، وإنما هو مشروع صناعة قُراء بحيث يتم تجهيز المنتسب للدخول للمشروع ومن ثم وضعه داخل منهاج يُناسبه وتعيين مراقب ملتزم به يومياً لتحفيزه على أداء وظيفته اليومية في القراءة وتقييم تقدمه، ويكون هناك تقييم أسبوعي على شكل علامات مقسمة بشكل دقيق، وهناك تقييم شهري شامل للالتزام بالمشروع  وظيفة المنتسب بسيطة ولكنها تراكمية لايصاله ليكون من (١٥٪) الأكثر قراءة في في العام الواحد في العالم، وهي تعتمد على قراءة (٨) دقائق للورد اليومي من صفحات الكتاب الممنهج، و كتابة الأفكار التي تراوده وقت القراءة ولمدة (٢) دقيقة فقط وبهذه الطريقة، وبهذا نوفر للمنتسب عوامل صناعة الفكر الثلاث ( أن تقرأ بالتزام ، ماذا تقرأ ، كيف تقرأ ) 
- بداية المشروع كانت عبارة عن حلقات يوتيوبية سنة2014 فيما يخص الحديث عن محتوى كتاب  the rules of work لريتشارد تمبلر في 180 ثانية ثم تطورت لتصل الى صورتها الحقيقية الحالية "اصبوحة180 متى وجد احمد الشميري ان الوقت  بات مناسبا للتغيير؟ او بمعنى آخر مناسبا للتقدم وهل ترى ان التغيير يجب خلقه من طرف الشباب؟
نعم الحلقات اليوتيوبية كانت في البداية تؤخذ جزء من الكتاب للتتحدث عنه وكيفية اسقاطه على واقعنا وكنا قد تناولنا في الموسم الثاني كتبًا أخرى ثم جاء الموسم الثالث رمضانيًا تحت عنوان ( لو كنت صاحبيًا ) لنخرج لنتيجة أن العمل الفردي الذي يعطي للمتلقي مادة قد حان الأوان لجعله مختلفًا بأن يوفر للفرد عملًا ينجزه بدلًا من مادة يكون فيها في موقع المتلقي، وهذا من واقع إيماننا بأن شباب أمتنا به طاقة غير محدودة وهي غير موجهة، فحاولنا تبسيط التوجيه وتوحيد الهدف، فكانت أصبوحة ١٨٠ المشروع  ولقد حافظنا على الاسم مع تغيير الدلالة لكي لا نتنصل من البداية ولتكون جزءً واقعيًا لقدرتنا على تطوير الأفكار، ولبنة بعد الأخرى إلى ما وصلنا له اليوم. 
-من قائد الى صانع قادة، عطاء غرس بذرته احمد فأنبت العديد من الشباب المبدعين المعطائين كذلك وهذا مارسمته اصبوحة في اذهان الجميع أتظن انه للحصول على ماتريد وتحقيق التقدم المطلوب يجب ان تكون اكثر عطاءا؟
لعلنا هنا في منتصف الحديث نجدها فرصة لنكرر ما تعلمناه من مولانا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين قال ( اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون ، واغفرلي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون )، شبابنا لم يكن يحتاج فعلا لأحمد الشمري ليغرس بهم غرسًا، إنما هو فرد من أفراد الأمة ومن شبابها، له من الطاقة ما لهم ولعل الكثير منهم قد سبقه في هذه الطاقات لكن الله تعالى يبتلي باختباره من يشاء وفق ما يراه جل في علاه، ولعلنا نرى أن الله قد من علينا بهذا الابتلاء لنكون في موقف يكون به من شباب أمتنا الاف مؤلفة لديها الهدف والرغبة وعندها القوة الجامحة فكيف سوف توظف كل هذه الطاقات لتزهر لهذه الأمة وعيًا تنتفع به، سنترك الجواب هنا للتاريخ ليكتب عن فعلنا كشباب وقد تطرقت في الكتاب الذي أصدر قبل عامين بعنوان ( كن قائدًا ) إلى بعض التصورات الفردية كشاب من شباب هذه الأمة في كيفية وجود إمكانية لصناعة القائد في داخلك وصقله على الشكل الذي يجعله صاحب إنجاز سواء بقيادة الجموع والتكتلات أو الحفاظ عليها كفرد فيها، فالقائد يولد ولا يصنع ولكنه موجود بداخل كل فرد بنا بنسبة معينة وعلى هذه النسبة يكون حده من المسؤولية القيادية . 
-مشروع لصناعة القراء، من هنا انطلقت فكرة اصبوحة، برأيك هل يمكن ان نعتبر ان الكتاب والقراءة هو السلاح الذي سنقف به في وجه كل التحديات التي تتعرض لها اوطاننا العربية؟
المعرفة تصنع الوعي، هذه معادلة سهلة واضحة شمس لا تغطى بغربال، فالعقل حينما ينمو ويصير قادرًا على تحليل الأفكار ثم إنتاجها يصير فيه من الوعي ما يكفيه لتحليل مشاكله وبالتالي صناعة حلول وإيجاد نتاج هذا بالفعل ما نحتاجه ليس كأفراد بل كمجتمع أمة صاحب تأثير كمي ونوعي.
-الحروب احد اهم الاسباب التي تعيق تقدم الامم كشاب عربي عانى ويلات هذه الحروب، كيف يمكننا تجاوز هاته المعيقات وتحقيق احلامنا؟
خير الأجوبة وصولًا، أكثرها صرامة ومباشرة  كل الأمم بلا استثناء عانت وهي في مرحلة المخاض من تداعيات وتحديات هذه المرحلة، علينا فعل ما فعله كل من سبقنا في التاريخ عن طريق معافرة العراقيل في طريق الوصول بسفينة أمتنا نحو غاياتها بالتوكل على الله والدعاء الصادق يكون العمل المجتهد مباركًا مسددًا، وبمعرفة أن للوقت أحكام فلا نجزع ولا نستعجل 
-ماهي العقبات التي واجهها احمد خلال مشواره كيف كان يتجاوزها في كل مرة؟ وماذا تعني لك العقبات خصوصا لكونك شاب عربي نشأ على العديد منها؟
"احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ! "مقولة جامعة، بمعنى شديد العمق ارتضاها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم وأوصتني بها أمي وفي ثناياها حين نفهمها ممر العبور في كل ضائقة وفوق كل العراقيل.
-هل ترى ان على الشباب ترك بصمة لهم في هذا العالم، خصوصا مع الكم الهائل من منصات التواصل التي تتيح للجميع ترك اثر ما؟
الأمم باثنين، مكتباتها وشبابها ونحن نفتقر للأسف للجانبين فمكتباتنا شبه خالية من الإنتاج الإيجابي وشبابنا به طاقات كبيرة كامنة أو مهدورة فلابد لهذا الشباب أن يسعى بحق للغاية العظمى من إعمار الأرض بصناعة حضارة قادمة لأمته عن طريق إنجازاته التي من أهمها إعادة مكتباتنا إلى الواجهة عن طريق استخدام كل الوسائل الحديثة المتاحة والاستفادة القصوى من كل وسائل التطور والتي منها التواصل الاجتماعي مع بعضهم البعض ومع العالم ليكون لهم من المصادر ما يتنوع ويستطيع معالجة مشاكلنا وإنتاج حلول للمستقبل. 
-كلمة احمد الشمري للشباب الذي يرى عملك واصرارك الامل في النجاح وقدوة ينبغي الامتثال بها لخلق جيل افضل.؟
الظلام واحد، وإن تعددت أسبابه وأشكاله كالجهل، والظلم، والعنصرية، والكفر.. وكل الأشكال المختلفة، كلها ظلام  وواقع أن العلم نور.. يهرب الظلام منه لنتعلم أكثر، لنتعلم بشكل صحيح، حتى نشكل في مجتمعنا اختلاف قوامه، أن مكونات هذا المجتمع، بشر بفكر قويم. 
                                                                                                                     حاورته: سمية قواجلية

أحمد علاء الشمري مؤسس مشروع اصبوحة 180: "سنترك الجواب هنا للتاريخ ليكتب عن فعلنا كشباب" Reviewed by akhbar 360 on 4:06 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.