كيف أصبحت المتاجرة بالأعضاء البشرية سوقا رائجا في العالم؟

المتاجرة بالاعضاء سوق تشترك فيها حتى الاطباء
تعتبر تجارة الأعضاء البشرية من أكثر التجارات غموضا وسرية حول العالم، حيث أصبحت من أهم الموضوعات التي عولجت قانونيا في الوقت الراهن، ورغم أن أغلب الحكومات منعت الاتجار بالبشر خوفا من استغلال الفقراء لحاجتهم إلى المال،وأيضا باعتبار هذه الجريمة إستغلال لأعضاء جسم الإنسان باعتبارها سلعة تباع وتشترى فإن أكثر من ثمانية آلاف كلية تزرع بطريقة غير قانونية كل عام، بمساعدة وسطاء وجراحين مستعدين لمخالفة القانون.
تكمن خطورة هذه الأخيرة في إستغلال بعض الجماعات أو المنظمات لقلة حيلة الفرد وظروفه وذلك بغية الثراء الفاحش، دون أن يهتم إلى الأضرار التي يمكن أن تلتحق بالأشخاص أو حتى ازهاق أرواحهم، وقد عينت بذلك منظمة الأمم المتحدة من خلال أجهزتها، ومنها لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية بالدعوة الى مواجهة جرائم الإتجار بالبشر بأشكالها المختلفة ومنها التجارة بالأعضاء البشرية باعتبارها أحد أشكال الجريمة المنظمة عبر الوطنية من خلال إبرام إتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية والبروتوكول المكمل لها والخاص بمنع ومعاقبة الاتجار بالبشر في عام 2000 والمعروف ببروتوكول باليرمو ، كما اهتم بهذا المشروع أيضا الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، فضلا عن إهتمام العديد من التشريعات المقارنة والعربية، نذكر منها كلا من القانو المصري؛ الفرنسي؛ الإماراتي؛ السوري؛ السعودي والأردني.
وقد أقرت هذه اللجنة في جلستها الثالثة والعشرين التي انعقدت في مايو/أيار 2014 قراراً قدمته روسيا البيضاء بعنوان "منع الاتجار بالأعضاء البشرية والاتجار بالبشر بغرض نزع الأعضاء ومكافحتهما". وقد كلّف القرار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بإجراء دراسة موسعة بشأن هذه القضية وإعداد تقرير يُقدم للجنة في 2016 سعيًا لتحسين فهم أبعاد هذه الجريمة ما سيساعد على وضع سياسات فعَّالة للتصدي لها.


ورغم إهتمام بعض هذه الدول بالمشروع الا وأن حسب الاحصائيات فإن دولة إسرائيل تعتبر من أكثر الدول التي تأوى سماسرة لتجارة الأعضاء فى العالم، بخلاف المملكة العربية السعودية فهي أولى دول العالم "المستوردة" للأعضاء البشرية، فيما تتصدر مصر قائمة الدول المصدرة لها وفقاً لتحقيق نشره موقع تليفزيون "نابلس" حول تجارة الأعضاء البشرية.

فيما أكد أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التى تسمح بالتبرع بالأعضاء البشرية مقابل المال. وتقدر سعر الكلية على سبيل المثال 160 ألف يورو تشمل مصاريف النقل والحفظ وغيرها من النفقات لا يحصل المتبرع منها إلا على 750 يورو فقط، فيما يتعرض بعض المتبرعين للخداع . و لمكافحة الاتجار في الأعضاء البشرية ترتفع أصوات تنادي بتحرير هذه العملية من أي ضوابط قانونية أو أخلاقية، كالفيلسوفة والاخصائية في مجال القضايا الأخلاقية التي تثيرها البحوث البيولوجية البريطانية جانات رادكليف ريشارد، والتي تدعو إلى تحرير تجارة الأعضاء من أجل حسن السيطرة عليها، ومن أجل تقديم المساعدة الطبية الضرورية لمانحي الأعضاء.
هذه الدعوة تجد معارضة شديدة من فيرمونت- مانغولد التي تعتقد إنها فكرة خطيرة، وبالنسبة إليها: "الأشخاص الذين يبعون كِلاَهم إنما يفعلون ذلك بدافع الفقر والحاجة، وحتى لو وجدت خدمة صحية خاصة بهؤلاء في البلدان الفقيرة لن يستفيد من ذلك إلا عدد قليل منهم". وذلك لأن هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون على بيع أحد أعضائهم عادة يوجدون في أوضاع اجتماعية مزرية، وليس لديهم حتى القدرة على الانتقال لتلقي العلاج.
كما أن هناك صنفان آخران يجب التطرق لهما، الأول اختطاف إنسان من الشارع واستعماله كقطع غيار، والآخر يأتي من خلال دخول إنسان لإجراء عملية ووقوعه تحت تأثير تضليل من قبل الطبيب الذي يخبره بانه مصاب بالفشل الكلوي ومن ثم يقوم بسرق كليته، والأمر الذي فاق كل هذه المراحل هو وصول بعض المنظمات إلى استئصال أعضاء موتى الحروب بل وجرحى الحروب أيضا الذين تنتزع الأعضاء من أجسادهم وهم على قيد الحياة، وتتطور المشكلة إلى تحول مستشفيات السجون في بعض الدول إلى مجامع لاستئصال الأعضاء البشرية، وما يزيد الأمر قسوة هو انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال في بعض دول العالم النامي بهدف سرقة أعضائهم،
و قد شدد فضيلة الشيخ عبد الله العباد، الخبير الشرعي بمكتب سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية "إسلام ويب" على أهمية أن تتصدى المجتمعات والدول للقضاء على هذه الجريمة، داعيا إلى توعيتهم بهذا الموضوع حتى لا يوجد تقصير من ناحية القانون على المستوى العالمي، مطالبًا الآباء والأمهات في مختلف الدول بالرقابة اللصيقة لأبنائهم حتى لا يتعرضوا للاختطاف من قبل عصابة تجار الأعضاء البشرية، كما أكد على ضرورة تقوية الوازع الديني ليكون سببا في التقليل من هذه الظاهرة الشنيعة.

حمـــــــــــــــودي رانــــــــــــــــــــــــيا
كيف أصبحت المتاجرة بالأعضاء البشرية سوقا رائجا في العالم؟ Reviewed by akhbar 360 on 6:08 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.