أباء الثورة....محرري الجزائر
عقدوا العزم أن تحيا الجزائر وشهدنا نحن جيل الاستقلال ثمرة ثورتهم المجيدة ،نستذكرهم اليوم في الذكرى الثالثة والستون لاندلاع ثورة التحرير الوطنية إنهم مجموعة الستة الملقبين بآباء الثورة ،الستة هم ديدوش مراد رابح بيطاط ،العربي بن مهيدي ،كريم بلقاسم محمد بوضياف ومصطفى بن بولعيد كلهم كانوا ملاحقين من طرف القضاء الفرنسي كونهم قادة بارزين في "المنظمة الخاصة" نتيجة لأزمة الحركة الوطنية وتصدع حزب انتصار الحريات الديمقراطية حاولت مجموعة من مناضلي المنظمة الخاصة الذين كانوا يؤمنون بضرورة اللجوء إلى الحل العسكري وخلق تنظيم جديد للانطلاق في العمل المسلح الا وهي اللجنة الثورية للوحدة والعمل ،بعدها انعقد اجتماع ضم 22عضوا في الجزائر العاصمة وانبثق عنه قرار الانطلاق في الثورة وتعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية وهي مجموعة الستة . في بيت سري بحي "لابوانت بيسكاد"اجتمع هؤلاء القادة ليوم كامل لدراسة تفجير الثورة وكان ذلك هو اللقاء الأخير حيث تم الاتفاق على اسم التنظيم الذي تنطلق الثورة باسمه وهو جبهة التحرير الوطني بالنسبة الجناح السياسي وجيش التحرير الوطني بالنسبة للجانب العسكري ،وكان برنامج التنظيم الوحيد هو العمل بكل الوسائل لتعبئة الشعب بكل أطيافه لهزم المستعمر وإخراجه من أرض الوطن ومازاد الثوار حماسا هو مساندة رفاقهم الذين كانوا متواجدين في القاهرة وموافقتهم على إشعال الحرب منهم احمد بن بلة و توفيق المدني بالإضافة إلى استعداد القيادات المصرية للدعم حال اندلاع الثورة وفي اجتماع آخر تم الاتفاق على أن تشتعل النار في مختلف مناطق البلاد في الساعة الصفر، كما وضعت خريطة قسمت البلاد إلى خمس مناطق حربية بقيادة خمس قادة على أن يكون محمد بوضياف منسقا عاما للعمل الثوري . دقت ساعة الصفر و اندلعت شرارة الحرب حيث نفذ الثوار عملية متزامنة وموزعة على مناطق البلاد ،كما انطلقت عملية توزيع آلاف النسخ من بيان اول نوفمبر يدعو الناس إلى الانخراط في الثورة حيث حددت فيها أهدافها المتمثلة في " العمل على تحقيق استقلال الجزائر التام " الأمر الذي جعل فرق الجيش وعشرات الصحفيين يهرعون إلى أماكن العمليات للاطلاع على الخسائر التي لحقت بمستعمراتهم وكانت ردة الفعل حملة اعتقالات واسعة واشتباكات عنيفة نتج عنها سقوط اول شهيد وهو "ابن عبد المالك رمضان" . استشهد ديدوش مراد قائد العمليات الثورية شمال شرق الجزائر حيث سقط في ميدان الشرف في معركة كبيرة بقسنطينة ،ثم استشهد مصطفى بن بولعيد اثر مكيدة دبرها مجموعة من الخونة حين فخخوا جهاز اتصال قضى عليه فور استخدامه أما رابح بيطاط حكم عليه بالمؤبد بعدها أفرج عنه بعد إصدار قانون وقف النار ، وبقي كريم بلقاسم الوحيد من الستة الذي واصل الحرب حتى نهايتها . تلك قصة ستة رجال أرقوا جيش وحكومة فرنسا ،وبصرف النظر عن نهاية كل واحد منهم فقد كانوا عماد حرب الاستقلال قادوها فأحسنوا قيادتها وتحقق النصر وإن بثمن غال ... مليون ونصف المليون شهيد .
دعــــــــــــاء بو عـــــبلو
أباء الثورة....محرري الجزائر
Reviewed by akhbar 360
on
9:40 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: