الكاتب المصري مصطفى منير في حوار لموقع اخبار 360
"لا تعتذر. أخبرني
كيف تتحدث عن الفقراء ولست بينهم تسمع قصصهم؟ هل ماتت أمك جوعا؟ هل فقدت أخاك ؟
اتبيع الكتب؟ متى قابلت حبيبتك حافي القدمين؟ "
صاحب صوت القضية التي تُكتب أدبا. والتخاريف اليومية
التي تقدم الواقع بعدسة أقرب مما هو عليه حقا. صاحب القلم القريب من الوجدان أكثر
منه إلى العقل" مصطفى منير".
-بداية دعنا نتحدث عن مصطفى منير أو كما يحب أن يلقبه
اصدقائه ومحبوه "مولانا".من هو مصطفى منير؟
مصطفى منير هو شاب مصري، تخرج من كلية الألسن جامعة عين
شمس، بالضبط قسم لغة إنجليزية.. حاليا اعمل في مجال الدعاية والإعلانات.
اما
بالنسبة للكتابة فهي رفيق دربي منذ زمنا. اعتمدت فيها على النفس البشرية كأساس مهم
لمشروعي الأدبي، حيث تمحورت كتاباتي حول الوطن، رفاق الدرب، الحبيبة، وكذلك عن
الكاتب والكتاب والذي اعتبرهم من دعائم ما أكتب.
-باعتبارك مولعا بالكتابة منذ الصغر، متى اكتشفت اهتمامك
بالكتابة، واخترت هذا الطريق لتسيره؟
والدتي رحمها الله كانت تخبرني أنها تراني كاتبا أو
صحفيا وذلك منذ الصغر وهو ما جعلني أهتم بالكتابة، حيث كانت البداية مذكراتي التي
كنت أكتبها وانا بسن العاشرة. لكني مارست الكتابة فعليا قبل عشر سنوات بعد وفاة
والدتي.
-هي الحافز دوما...
لولاها لما كان هنالك مصطفى منير.
-"إذا لم تكن قارئا لن تتمكن من
الكتابة ".ما الشيء التي أضافته القراءة لشخصية مصطفى منير وكتاباته؟ ومن
الكاتب المفضل بالنسبة اليه ؟
القراءة بالنسبة لي
هي شقيقة للكتابة، حيث عرفتني على أساليب الكتابة المختلفة، وبالطبع حسنت من عمق
الأفكار التي كنت أقدمها. بالإضافة إلى سرعة البديهة في الكتابة دون تفكير قواعد
اللغة وهذا شيء مهم جدا.
اما بالنسبة لكاتبي المفضل فهو نفسي، فأنا لا
اعترف فعليا بهذا المصطلح ولست من محبيه. ولكني بالطبع أحترم كل هؤلاء الكتاب
وأعتبرهم أساتذتي أمثال غسان كنافني، صُنع الله ابراهيم، البير قيصري، يحيى الطاهر
عبد الله، امل دنقل، رياض الصالح حسين ومريد البرغوثي.
- بطريقة سرد خاصة، وكيمياء تمزج الأحرف
بالأفكار تقدم أعمالك الأدبية. أربع أعمال استطعت من خلالها أن تكتسب لك مكانةفي
الأدب العربي بحلته الشبابية. رهف، باب، حانة الفوضى-رقصات تعانق الرصاص- ومؤخرا
قيامة الظل.
كلها أعمال تحمل بين طياتها العديد من القضايا المهمة والمعاصرة والتي تظهر جلية الى العلن. كيف تختار هاته المضامين
التي تكتبها؟
أنا اؤمن بمبدأ
"اكتب ما لم يكتب"، الفكرة دوما يجب ان تكون اما غريبة أو حديثة العهد،
وهذا ما يرهقني حقا خلال عملية البحث عن الفكرة، ثم التأكد من عدم تقديمها في سياق
آخر. لذلك تجذبني الفكرة التي لا يعرفها الكثيرون أو يعرفونها لكن من زاوية عادية
مما يسمح لي بأن اكتب من زاويتي التي أراها.
-جميل..
-"الفقراء هم الوطن"،. من تخاريف ذات ثلاثاء..ماقصة
التخاريف اليومية لمصطفى منير؟
الغرض الأساسي من تخاريف مصطفى منير هو
التمارين الأدبية التي تجعلني مستعدا دائما للكتابة في أي وقت وعن أي شيء. كما
تساعد ذهني في استحضار الكلمات والجمل والصور دون الحاجة إلى الاستغراق في التفكير
طويلا. بالإضافة إلى الغرض الثانوي إذ تعتبر وسيلة دعاية غير مباشرة لمصطفى
منير الكاتب .
-من أكثر ما يميز كذلك أعمال مصطفى منير ، هي اغلفة كتبه
والتي تختار بعناية وكثيرا ما يصيب تصميمها في الصميم .برأيك الى أي مدى يساعد
الغلاف في إثراء العمل؟
الغلاف هو
بوابة العمل، منه يكون القارئ تصوره الأولي عن العمل. لذا فهو يساعد كثيرا في
إثراء العمل، حيث يجبر القارئ بعد الانتهاء من قراءة النص إلى العودة مجددا للغلاف
للتعرف على همزة الوصل بينها،وهذا هو الشيء الذي اعمل عليه كثيرا في مؤلفاتي.
-نعود مرة أخرى إلى أعمالك ،غالبا ما يقال أن الكاتب غير
منصف في حبه لمواليده الأدبية. ماهي أحب اعمالك والأقرب إلى قلبك؟
أحب أعمالي
أو أقربها إلى قلبي قيامة الظل لأنها تمرد خام على كل شيء. مناصفة مع حانة الفوضى
لأني اعتبرها مانيفستو مشروعي الادبي.
-عناوين تصف المضامين بشكل مميز هي التي تختارها لأعمالك،
على غرار حانة الفوضى و قيامة الظل. إلى أي مدى تعمل العناوين على إنجاح العمل،
باعتبارها نقطة جذب القراء؟
المقولة الأشهر في العالم تقول:" يعرف الكتاب من
عنوانه". فإذا لم يكن العنوان متوسدا عنصر الجذب يظُلم العمل. وهو ما يجعلني
أميل عادة إلى العناوين التي تحمل بداخلها الكثير ، وأمقت العناوين المباشرة
والصريحة.بالنسبة لي عنوان عملي يجب أن يفهمه القارئ على مراحل، انطلاقا من
البداية، مرورا بمنتصف العمل إلى غاية النهاية فأترك للقارئ حرية تفسير مقصد العمل
والعناوين دون تدخل.
-قمت بترجمة هيباتيا لتشارلز كيسجلي إلى اللغة
العربيةوالتي صدرت عن دار بردية للنشر والتوزيع. صف لنا كيف كانت تجربتك الاولى في ترجمة عمل ادبي ضخم كعمل تشارلز
كيسجلي؟
في الحقيقة التجربة كانت قاسية جدا، فعادة ما
يتدرج المترجم في اختيار اعماله. لكن ما حدث معي هو العكس؛ بدأت بالأصعب على
الإطلاق.
-وانت قدها مولانا..
الله كريم
-الكاتب لا ينهي روايته، لكنه يتخلى عنها. هل توجد
نهايات لم ترى النور حقا في كتابات مصطفى منير؟ وإلى أي مدى تعتبر هذه المقولة
صحيحة؟
النهايات تختلف في كل مرة وانا انهي العمل، لكن عادة ما
اميل الى النهايات المفتوحة. وكثيرا ما تتغير نهاياتي لكني لازلت احتفظ بالنهايات
الاولى الى حد الآن.
-يعني تعتبر هذه المقولة صحيحة؟
ما قصده ماركيز
ان الحكايات لا تنتهي فجأة ولذلك نحن لا نكتب النهاية بل وصل تحرير عنق.
-جميل ؛هل يوجد فرق بين مصطفى الإنسان و الكاتب. وهل من
السهل أن يصف الكاتب نفسه اعماله؟
الكاتب إذا وضع نفسه في اعماله صار مفضوحا. فأن تكتب
نفسك هذا هو الصدق، لكن كتابة تفاصيلك الحقيقة ستضعف العمل بالتأكيد.على الكاتب أن
يجبر القارئ على دخول دائرة الحيرة وأن يسأل نفسه "هل حقا الكاتب في الحقيقة
كالأشخاص في رواياته؟ كيف عرف كل هذا؟
أما عني فأنا مختلف تمام الاختلاف عن كتاباتي ، انا شخص
اجابي يحب الحياة وتجذبه البهجة على عكس كتاباتي السوداء والتي تتلون بالسواد
والحزن. وهذا اكتسبته من الخبرة.
-هناك من يوافقك في الصور التي تطرح بها مشاهدك
الادبية وهناك من يخالفك ايضا، ويبرز ذلك من خلال أراء بعض النقاد. ما الذي يقدمه
النقد الأدبي للكاتب بصفة عامة ولمصطفى منير بشكل اخص؟
النقد دائما
ما يشير إلى الثغرات في العمل ،والذي يوجب على الكاتب تفاديه في العمل القادم،
وتطوير نقاط القوة وكذا معالجة نقاط الضعف هذا هو ما يعنيه لي النقد عامة وبشكل
شخصي.
-ليس من السهل طرح
كتاب او نشره في وطننا العربي. ماهي العراقيل التي يواجهها الكاتب؟ وكي تعمل على تجاوزها؟
العراقيل دوما ثابتة: تنشر مقابل دفعك للمال،
او وجوب وجود عدد لا بأس به من المتابعين. وبعد النشر إذا دفعت أو لا تكمن المشكلة
في توزيع العمل، ثم المشكلة الأكبر المستحقات المالية.
بالنسبة لي انا لا ادفع مقابل النشر ومن جهة
أخرى أعمل على تطوير قلمي يوميا حتى لا ترفضني دون النشر بحجة ضعف المحتوى الأدبي.
كما انب ابحث عن الدور التي تجيد توزيع العمل بشكل يرضيني، ولا انتظر مقابلا
ماديا، لأني اكتب من اجل خلود أعمالي لا للشهرة والأموال.
-مصطفى هناك كتاب
يختارون العزلة والانطواء . فهل تظن ان التواصل مع القراء ، وكون الكاتب اجتماعيا
بدرجة كبيرة،يساعد الكاتب على اختيار المواضيع التي يتطرق لها باعتبار أنه يكتب
للقراء؟
كون الكاتب اجتماعيا قد يساعده على معرفة
النفوس، لكن العزلة تفيد زيادة تفاصيل التفاصيل، ومراجعة العمل اكثر من مرة وهو ما
يسمح للتأكد من وضوح الفكرة وحداثتها في عالم الأدب . والميزة الأهم أن الكاتب
سيسمع صوت ورقات شجرة الحكايات التي تنبت بداخله.
- مصطفى منير...لمن يكتب؟
مصطفى يكتب لمن يقرأ فقط ،لا لشريحة معينة
وهذا ما أتمناه.
-كلمة أخيرة ..
شكرا لك على هذا الحوار الممتع، وفقك الله في كل خطوة.
حــــــــــاورته:قواجلية سمية
الكاتب المصري مصطفى منير في حوار لموقع اخبار 360
Reviewed by akhbar 360
on
4:36 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: