راوية قيدوم: "الرواية ينجزها الخيال...لكنها تخدم الواقع"
راوية قيدم كاتبة جزائرية جاورها الشغف بالكتابة والأدب منذ الطفولة لتترجم هذا الولع الى كلمات تصب لتشفي الام المرأة المضهطدة، تابعونا في حوار شيق خصتنا به الروائية لتعود بنا الى بداياتها الأولى نحو تحقيق الحلم الذي لطالما انتظرته، ليتجسد على أوراق اصدارين روائيين زينا الصالون الدولي للكتاب...
-نفتتح حوارنا بالحديث عن الطبعة 23 للمعرض الدولي للكتاب الذي كنت مشاركة فيه بصفتك كاتبة وروائية ماهو إنطباعك عن الحراك الأدبي من خلال عدد القراء الذين تحلقوا حول المؤلفين والكتب المعروضة، هل نشهد صحوة في الوعي الثقافي الجزائري؟ فعلا، شد انتباهي ميل الفئة الشبابية للقراءة..وكنت أحسب ان التكنولوجيا قضت على الميول القرائية، ان صح التعبير او الميل للمطالعة ..الا انني تفاجأت باقبال بنات وشابات يتجولن في الاروقة لاقناء الروايات، والتمعن في قراءة عناوينها.
- على ذكر الرواية، برأيك لماذا هذا التهافت الكبير عليها من قبل القراء؟
الرواية هي احاسيس تكتب على الورق.. وقصص تؤخذ من ارض الواقع لتجسد.....سألتني احد الزائرات هل روايتك من الواقع؟أجبتها ....نعم يا ابنتي وان صقلت(تضحك)
واظن ان التهافت على الرواية هو البحث بين طيات كلماتها عما يحرك احساسهم ..ويرضي رغباتهم العلمية ....و هناك من يريد اثراء لغته...بما يقتنيه من تعابير و مفردات يضيفها لرصيده
- تسليط الضوء على الواقع، هل يجعل الكاتب يشرك القارئ في أحداث روايته؟
نعم، لاحظت هذا من كتاب الزميل رفيق طيبي ...الرواية ينجزها الخيال...لكنها تخدم الواقع ولهذا هي تحرك المشاعر والاحاسيس..حسب نوعية طباع البشر و انفعالاته
- في ظل تفرد الرواية بالصدارة، أين أصبحت مكانة الشعر، هل أصبح خارج المنافسة؟
ما لاحظته من تتبعي خلال يومين كاملين بين صفوف المعرض الكبير وبأروقته الشاسعة يعكس فعلا هذه الرؤية فالاقبال على الشعر كان شبه منعدم..هذا وقت زيارتي للمعرض..مع احترامي لشعرائنا - عاشقة للأدب تتنفس الكلمات, ماهي المرحلة التي صيغت فيها هويتك ككاتبة، وهل نتج ذلك عن تأثرك بأحد الأدباء؟
احب الادب منذ الصغر كنت اكتب التعابير وكانت تقرأ على الاقسام ..ثم في المتوسط استاذ اللغة كان يوكل الي الاوراق لتصحيحها ثم استاذ الثانوي قال لي مكانك ليس هنا بل بين ادباء المهجر وهم مازالوا على قيد الحياة ناهيك عن حبي للمطالعة و عشقي لكتاب المهجر والسبعون لميخائيل نعيمة الذي قرأته اكثر من عشر مرات ...لكن دور النشر خذلتني فكتبت و ضاعت كتاباتيو انا ابحث عن من ينشر لي حتى وجدت دار الماهر..و كأنني وجدت الحياة وانا احتضر. - كيف انعكس تأثرك بميخائيل نعيمة على قلمك وأسلوبك؟
والله عندما يتحرك يراعي في يدي اجد العبارات تخرج دون اذن مني و لا استطيع توقيفها حتى تنال مبتغاها، قال لي احد الاخوة المصريين عندك تعبير لم يعد هناك منه الكثير ...رحل مع اصحابه و خلفوك انت قال هذا بعد ما علقت له على صفحته وفعلا اهيم عشقا باسلوب اصحاب الرابطة كعبد المسيح وجبران و ميخائيل - هل إختبر قلمك أنواعا أدبية أخرى غير الرواية؟
نعم لي خواطر انصحك بقراءتها، فهي لكن و عنوانها الى احداهن كما عندي جنين مازال في طور التكوين..عبارة عن مخطوطات شعرية
-ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لرواية قيدوم، وهل هناك مواضيع محددة يحب قلمك الخوض فيها؟
تعنيين ماذا فعلت بي الكتابة هذا الهوس الذي اعشقه لحد الجنون...احسست انني افرغت شحنات طال اختزانها لست ادري ربما لانني أم.. ربما لانني انثى.. احب الخوض في روايات تحكي معاناة المرأة . او نصائح غير مباشرة للانثى
- لماذا بطريقة غير مباشرة، فيما تصب هذه النصائح بالتحديد؟
اذا قرأت الى احداهن ستحسين بصدق العاطفة الكتابية مثلا تحذيرها من الجري وراء عاطفتها، عدم تصديقها لاي كلام يقال لها ..أيضا عن تعدد الزوجات هل استطيع كتابة خاطرة من الى احداهن
- بصفتك روائية، هل عالجتي موضوع تعدد الزوجات بما يرضي الأنثى أم اخترت الحياد، بعبارة أدق من أي الأبواب تطرقت للموضوع؟
طبعا بما يرضي الانثى فانا مع الانثى اراها ضعيفة مهما بلغت من سمو، في الرواية تعرضت لمعاناة امرأة مع اهمال زوجها الغني لها مجسدة بذلك احساس الانثى و هي ترى زوجها يضيع منها ثم تعود لاهلها حاملة صغيرتها بعد ان فقدت ابوته كما تعرضت لصبر المرأة مع سكير حتى فقدت رحمها و هي تضع مولودتها . - بالاضافة الى رواية "الى احداهن" تربع على رفوف دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع إصدار روائي اخر لك يحمل عنوان" يد القدر" ماهي الورقة التي لعبتها أيدي القدر على صفحات الرواية، حدثينا عنها؟
بالنسبة "ليد القدر" فتجري احداثها في رواق احاسيس المرأة تحدثت فيها عن مختلف الالام التي تتعرض لها المرأة كاحتقارها من طرف الورثة وكيف يسيطر العم على ميراث ابنة اخيه لانها انثى وهنا تتدخل يد القدر لتثبت انتصارها عليه في الاخير كذلك تحدثت عن المساس بالمرأة وتمزيق شرفها بساكين الالسنة ..و تطرقت للمرأة العاقر وظلمها من طرف المجتمع وغرس المجتمع لفكرة الزواج في تفكير الفتيات ..فيكبرن باعتقاد أن الزواج هو المستقبل ...
- في ظل ما وصلت اليه المرأة من النجاح وفرض نفسها في مختلف المجالات كالأدب على سبيل المثال، هل تظنين أنها لازالت مضطهدة وبحاجة للدفاع عنها ولو عن طريق الكلمات؟
اجل المرأة مهما بلغت قوتها و ثقافتها فهي تحتاج لمظلة الرجل التي ستحميها من وابل مشاكل الحياة
- اختم بمقولة لك "إذا كانت افكارك زجاجة عطر فلا تفتحها في أي مكان"، هل أحسنت إختيار المكان الذي إحتوى افكارك بتعاملك مع دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع؟
اعترف دائما بجميل دار الماهر علي و على الفئة الكاتبة...لكن ارجو منها ان تختار كتابها بدقة حتى تسمو بالادب والادباء
حـــــــــــــــــاورتها:ايناس كبير
راوية قيدوم: "الرواية ينجزها الخيال...لكنها تخدم الواقع"
Reviewed by akhbar 360
on
10:04 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: