عن مثقفي الألفية الجديدة ...

بين كلمات منمقة ، و أسلوب غامض بحروف مزركشة يدفع الطفل الفضولي بين أضلعك لتفكيك شيفرة عالم الكلمة و محاولة الولوج داخل تفكير من تجاوزت أفكاره المئة ، تجد عقلك سارحا بين صنفين :
الصنف الأول صال و جال بين أدب و فلسفة ليعلن الثورة على كل ما سبق مولده منصبا نفسه حاملا مشعل التجديد و الحرف المتحضر بكل نفس راضية انتفض على بدائي عتيق اصفرت اوراقه من طول السفر خلال 1400 سنه معللا ذلك أنه رسول للتجديد و ما سبق لا يزيد علما و لا تفقها سوى همجية رعاع أولين .
و آخر وجد في وصف ليال العشق الطوال ، و تصدير أنامله لكل ما هو قابل للإستهلاك الغير أخلاقي سبيلا لكسب القلوب و اعلانه ملكا على عرش الحضارة و المدنية الحديثة .
أما الصنف الآخر ، البقية الباقية من التفكير العذري مريدي وريقات مصطفى محمود و الرافعي ، صدئ تفكيره و سكن خلده الحزن و الألم و هو يتفكر في حال الأمة العربية التي ضيعت ارثها منذ أن وقعت اتفاقية صداقة حميمية مع جارتها الغربية , فنفض عنه غبار الخنوع و حمل سيف الرجل الشرقي الغيور على شرفه ، و راية الدليل نحو جنة عرضها السموات و الأرض , أبحر في فلك محفوف بالثقافة المحافظة و الحرف الخجلان مكشرا أنيابه لتمزيق كل تاء تأنيث خدرت العالم بخصرها فمالت العقول كلما مال الطول .
فان تحدث عن الثقافة الغربية و سوء صنيعها باالاميرة العربية النائمة أبى الا ان يذكر الانثى تطرق أبواب التحرر على الطريقة الغربية المائعة بكل يد مضرجة بدماء عقاب المجتمع و الأهل .
و إن آلمته الطلقات المباشرة الموجهة للعقول من بنادق الاعلام أبى الا ان يجعل المرأة أول ضحايا المعركة , حتى الرواية لم تسلم من ابتلاء خطيب الأمة فعوض نقد سوء الأسلوب و ركاكة الكلمات ، الاكثار من التنميق و رفع المفعول و جر الفاعل و البحث لايجاد البديل جعلها كذلك موجهة على وجه الخصوص لطلي كل ماهو وردي بأسود قاتم قتامة تفكيره ( عذرا لم أكن أنوي وصفه بالرجعي ) لكنه مغال في الرجعية . ثم يدعي أن عصور أوربا المظلمة صورت المرأة شيطان ، نقطة ارجع الى السطر و اقرأ ما تحويه عصارة كلماتك أن تكون مثقفا لا يعني أن تنصب ثقافتك سيفا ينهش الأديان و لا قلما يصور المرأة شيطانا بأنياب , الكل يبحث عن الخلاص , فعوض ان تزيد الاسود قتامة , دعنا نفكر لاصلاح المخرب و الحول دون فساد الصالح .

كبـــــــــــــــــــــــــــــــــير اينـــــــــــــــــــــاس
عن مثقفي الألفية الجديدة ... Reviewed by akhbar 360 on 3:07 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.