الروائية المغربية امنة برواضي : " أنا أعتبر النشر في بلدي الثاني الجزائر هو فوز آخر، فوز بنكهة خاصة هو جائزة قدمتها لي دار الماهر على طبق من ذهب. "

امنة برواضي شعلة في عالم القصة و الرواية , رشحها بديع حرفها لنيل الجائزة الأولى للرواية المغربية بوجدة عن روايتها " على ذمة التحقيق " . 
بأسلوب راق و كلمات منسقة , تذلل امنة برواضي الواقع الصعب و تنير ظلماته أمام الشباب , تقربنا اليها من خلال حديث جد شيق للخوض في غمار تجربتها مع عالم الكتابة  و تسليط الضوء على جانب من شخصيتها بعيدا عن القلم ...  
الروائية امنة برواضي


1 - بداية أستاذة من هي أمنة برواضي كشخص وقامة في عالم القصة والرواية العربية؟ - السلام عليكم ولكل الشعب الجزائري شكري الخالص لكم ولموقعكم " أخبار 360 " على هذا الحوار الذي أتمنى أن أوفق في الإجابة على أسئلته وأن أكون في مستوى تطلعات القارئ.
أمنة برواضي روائية قاصة وشاعرة من المغرب حاصلة على الإجازة في الأدب العربي جامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس.
حاليا أسكن مع أسرتي الصغيرة في مدينة الناظور في الشمال الشرقي للمملكة. وهي بلد زوجي ومقر عملي. وأم لولدين (نضال وياسين ) وهما الآن يتابعان دراستهما العليا. بالنسبة لأمنة كقامة في القصة والرواية. شكرا على هذا الوصف الذي أتمنى أن أصله في يوم من الأيام لأني أعتبر نفسي لا زلت في البداية، ولا زلت أتعلم من تجارب الآخرين. وكلما انتهيت من كتابة عمل أتوق لكتابة عمل آخر أكثر نضجا ودلالة وأن ينال رضا واستحسان القارئ.

2- حدثينا أستاذة عن بدايتك مع عالم الحرف. - بالنسبة للبدايات الإبداع بصفة عامة تظهر تلك الموهبة أو البذرة الأولى في سن مبكرة، وهذا ما وقع معي في مجال الكتابة غير أني كنت يومها أجيد كتابة مواضيع الإنشاء التي كانت تحظى باهتمام أساتذتي وهذا طبعا كان دافعا لأكتب أحسن فكنت مولعة بقراءة الروايات، وقد بدأ حلم كتابة الرواية يراودني باكرا فكلما انتهيت من قراءة رواية أحس أنه باستطاعتي نسج أحداث رواية على منوالها ومشوقة بنفس القدر.

3- لمن كان الفضل في اكتشاف قلمك. - أذكر عندما كنت أدرس بالسنة السادسة ثانوي كان لدينا أستاذ سوري في مادة الاجتماعيات، كلفني يومها بانجاز عرض حول المرأة. وعندما قدمت له العمل في مدة وجيزة وبعد الاطلاع عليه أخبرني بقدرتي على التعبير والنفس الطويل في الكتابة. وهناك شهادات لعدد من أساتذتي جزاهم الله كل الخير. 4- كيف توفق امنة الأم بين شخصيتي أمنة الكاتبة وأمنة الأستاذة؟ - في الحقيقة المهمة صعبة وشاقة أن يوفق الكاتب فيما يبدعه لا بد أن يدفع الثمن، لكني ولكي لا اخسر أي جانب أحاول جاهدة أن أوازي بينهم وأن لا يكون وقت الواحد على حساب الآخر . عندما كان أبنائي صغارا كنت أكتب باستمرار كل ما يختلج في نفسي، وكل فكرة خطرت ببالي أقوم بتدوينها وأتركها جانبا قد أعود إليها في المستقبل. لأن أسرتي وأبنائي أهم في حياتي من أي نجاح آخر مهما كان كبيرا. كنت أقتصر على كتابة نصوص مسرحية للطفل رغبة مني أن يقف أبنائي إلى جوار الصغار فوق خشبة المسرح وفعلا نجحت المسرحيات نجاحا باهرا بفضل الله وحسن أداء الصغار. بالنسبة للتوفيق بين الكتابة والأستاذة أحاول ان أخلص في عملي وأقوم به على الوجه الأكمل لأنها مسؤولية على عاتقي، أما بالنسبة للكتابة لها وقتها الخاص بها طبعا كلما زارني الإلهام وألحت علي الفكرة لكتابتها والتوسع فيها.

5- بدايتك أستاذة كانت مع القصة أم الرواية؟ - البداية كانت في المرحلة الجامعية في القصة تلك التي كنت أنشرها في الجرائد. لكن رواية "أبواب موصدة "هي أول عمل ورقي يصدر لأمنة برواضي.

6 - أين تجدين نفسك اكثر بين كلمات القصة القصيرة أم سطور الرواية ؟
أنا أعشق الرواية وأجد نفسي فيها أكثر من أي جنس أدبي آخر لكن هذا لا يمنع من الكتابة في باقي الأجناس الأخرى.
كما قال عني يوما الدكتور امحمد امحاور : "أمنة برواضي عندما تكتب الشعر او القصة فهي تكتب استراحة من العمل الروائي لتعود من جديد إلى السرد لأنها صاحبة نفس طويل في الكتابة" غالبا ما ألجأ لكتابة القصة في مرحلة أكون فيها قد أنهيت عملا روائيا، أعمل خلالها على نسيان أحداث وشخصيات الرواية السابقة استعدادا لعمل جديد.

7 - هل تعبر كلمات أمنة برواضي عن فترات من حياتها أم الواقع الذي تخطه أناملك هو المسؤول عن إلهامك؟ - في الحقيقة كل ما أكتبه لا يمت بصلة لحياتي الخاصة، ولكن هذا لا ينفي وجود أحداث وأشياء مخزنة بداخلنا تخرج مع الحبر لنخطها على الورق أحببنا ام كرهنا لتكون حاضرة في كتاباتنا؛ قد يكون موقفا، أو حدثا،أو فكرة تخصنا...نكتب عن الآخر بدلا عنه لكن حياة هذا الآخر جزء من حياتنا لأننا في الأصل نعيش نفس الظروف؛ الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية... قد تتفاوت من واحد للآخر لكن تبقى المعاناة واحدة.
8 - هل تنهجين نهج الكتاب الذين يوفرون طقوسا خاصة أثناء لقائهم بالقلم ؟
أم أن كلماتك تخط طريقها دون دليل ملونة بياض الورق؟ - أنا من الصنف الثاني، قد يزورني الإلهام في أية لحظة كما أنه لا يختار الزمان لا أختار له بدوري المكان. أعيش الفوضى في الكتابة، وهذا يريحني.
9- صفي لنا شعورك وانت تتوجين بالجائزة الأولى في الملتقى الثاني للرواية العربية بوجدة. - أولا لا بد من تحية المقهى الأدبي بوجدة وكل الساهرين على الرفع من الشأن الثقافي في الجمعية وأخص بالذكر رئيس الجمعية الدكتور عبد السلام بوسنينة والدكتور ادخيسي محمد ابو اسامة والدكتور مصطفى السلوي و الدكتور نور الدين الفيلالي وأعتذر لمن نسيت اسمه لأن أي عمل لكي يصل إلى ما وصل إليه لا بد من مجهودات وتضحيات من أفراد تجندوا لذلك: أما بالنسبة لشعوري طبعا غمرتني فرحة الفوز وأنا اتوج في حفل بهيج بين ثلة من المبدعين والدكاترة فلم تسعفني يومها الكلمات لأعبر عما يختلج في صدري، الإحساس بالفوز والتفوق لها مذاقها الخاص ولكن هذا يكون حافزا أكبر للاستمرار في الكتابة الهادفة التي ترقى بالذوق ولتكون عند حسن المتلقي.ومن هذا المنبر أجدد شكري لكل الساهرين على المقهى الادبي وجدة.
10- أستاذة آمنة رواية "على ذمة التحقيق " في كلمات - الرواية تصور الحياة داخل قضبان السجن. وكيف تكون الغلبة فيه للأقوى ولسلطة المال، وكيف تتحكم هذه الفئة في السجناء لتعمل على ترويج المخدرات. كما تصور الرواية حالة البطل الذي سلب الحرية بتهمة ملفقة له، ومعاناته مع الظلم والبصمة التي ستظل ترافقه حتى بعد ثبوت براءته. في فصول الرواية عملت على تمرير بعض القضايا الاجتماعية والنفسية وكذا السياسة التي تتبعها ادارة السجون. كما حاولت أن أجعل القاريء ينخرط مرغما في قضايا السجن والاعتقال ليعيد بدوره النظر إلى أولائك الذين يودعون هذه المؤسسة، خاصة الأبرياء منهم، وإلى من كانت ظروف عيشه سببا في شقائه وسجنه فلا نسجنه بنظرتنا الظالمة له ونترك له باب الأمل في مستقبل أحسن خارج القضبان.

11- كيف جاءت فكرة إعادة رش بهارات جزائرية على الرواية تحت إشراف دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع. - قبل الإجابة سأقف لحظة لأقدم الشكر للدكتورة زينب لوت التي عرفتني على الدار، وكان لها الفضل في ذلك. لن أكون مجاملة إذا قلت أني عرفت بواسطتها أناسا في منتهى الأخلاق والمهنية والجدية في العمل أخص بالذكر الروائي مصطفى بوغازي والسيد أشرف كراشني. في الحقيقة التعامل مع الدار وما لمسته من جدية في العمل جعلني أقر أنه لا يزال هناك من يقوم بعمله على الوجه الأكمل. انا هنا أقول الصدق، لقد تحملوا عناء إرسال الكتب لي بعدما طرقوا جميع الأبواب، وبحثوا جميع السبل ولم يتهاونوا في ذلك، كما أنهم لم يفقدوا الأمل، رغم أني تفهمت الوضع وعرفت صعوبة الأمر، لكن إصرارهم على أن أتوصل بالعمل جعلهم يبعثون به إلى فرنسا ليدخل بعدها إلى المغرب. ماذا أقول.... سوى أن أكرر شكري آلاف المرات و أقف إجلالا واحتراما لأناس يتفانوا في عملهم بهذا الشكل. أما عن رش بهارات جزائرية على رواية "على ذمة التحقيق" أنا أعتبر النشر في بلدي الثاني الجزائر هو فوز آخر، فوز بنكهة خاصة هو جائزة قدمتها لي دار الماهر على طبق من ذهب. وتجدني عاجزة وكل كلمات الشكر لا تفي بما شعرت وأشعر به وروايتي تحقق هذا الانتشار وهذا التكريم في بلد الجزائر الشقيق. كل المودة والاحترام لكم في دار الماهر.


12 - نستطيع أن نقول أنها فاتحة لأعمال أخرى مع دار الماهر! - إن شاء الله بكل تأكيد. فدار الماهر ترحب بكل عمل جاد، وأنا من جهتي لمست فيهم روح الجدية، كما أنها تعمل على أن يخرج المنتوج بحلة جميلة بدءا بالغلاف ..

13- من بين أعمالك أيضا تلك التي احتضنها الفضاء المدرسي؛ مسرحيات عروض، وتأطير للتلاميذ للمساهمة في كتابة القصة القصيرة جدا هل نستطيع أن نقول أن الأستاذة امنة برواضي بصدد تكوين جيل من الأقلام الذهبية! -للمبدع دور في إصلاح وتنمية قدرات المجتمع الفكرية والمعنوية وتهذيب سلوكه بواسطة رسائل تكون ضمنيا حينا وصراحة أخرى في كل أعماله وإذا كان المبدع يزاول مهنة التدريس وقتها يكون محظوظا بشكل كبير لأنه يتعامل مع الصغار وهؤلاء طبعا هم نواة المجتمع في المستقبل. فتربية الناشئة على حب المسرح لما يقدمه أبو الفنون من رسائل للناشئة في الأخلاق والمواطنة والبيئة... وحب الإنسان لأخيه الإنسان بشكل عام. أما بالنسبة لورشات كتابة القصة القصيرة جدا التي أشرف عليها داخل فضاء المؤسسة، كما لا يخفى على الجميع مدينة الناظور المغربية تحمل مشعل القصة القصيرة جدا بل هي عاصمتها وقد كلفت من طرف جمعية جسور التي يرأسها الدكتور جميل حمداوي على تأطير التلاميذ لنشر هذا اللون بين جميع الفئات العمرية، والجميل في الأمر أنني وجدت لديهم قدرة خارقة على الإبداع والكتابة في هذا اللون، وإن كانوا في بداية الأمر يميلون الى القصة القصيرة مستعملين الوصف و... سأعود للإجابة عن السؤال. سوف لا أجزم و أقر انني بصدد خلق جيل من الأقلام الذهبية ولكن الزمن كفيل بأن يظهر ذلك. كل ما باستطاعتنا في مجال التدريس هو غرس بذور الكتابة بشتى الوسائل، ولم لا قد تعطي ثمارا جميلة في مستقبل الأيام لأن بوادر الكتابة قد تظهر باكرا ولكن تأتي عليها فترة تخبو فيها ولكن يأتي يوم وتتوهج من جديد لتخرج لنا كتابا ..

14- " للمرة الثالثة على التوالي سنتحدى كل الإكراهات من أجل تقريب الكتاب من التلميذ وجعله شغوفا بالقراءة بشكل لا يستطيع معه الابتعاد عنه." حدثينا أستاذة عن دورك كمشرفة على تحدي القراءة بنسخته الثالثة.
- التلميذ هو صفحة بيضاء رغم ما نرى من شغب الصغار، وتدمرنا أحيانا كثيرة من سلوكهم. وقولنا باستمرار عنهم أنهم جيل يفتقر إلى الكثير من الأخلاق وما إلى ذلك.
علينا ان لا نيأس ونستسلم كأننا امام معضلة يصعب إيجاد حل لها. ولكن علينا أن نعمل جميعنا كل من جهته، أقصد الأسرة والمجتمع والمدرسة. من جهتي لكي أعيده إلى الكتاب، في البداية أحاول أن أنتقي الفئة التي ألمس فيها الرغبة في القراءة والقدرة على التحدي إلى النهاية .
أن يقرأ الصغير عددا من القصص، ويكتب ملخصا لكل واحدة ويقوم بعد ذلك باستظهاره بطلاقة فهذا ليس بالأمر الهين. إذا أول خطوة بعد تسجيل الأسماء أحاول الحديث إليهم عن دور قراءة القصص في تنمية الخيال وفي اكتساب مفردات جديدة وفي الاستفادة من تجارب الأبطال ... ثم أعمل على قراءة بعض القصص على مسامعهم بطريقة مشوقة تجعلهم يقبلون على سماعها ومعرفة النهاية. بعد ذلك نبدأ مرحلة استخراج النقط الأساسية؛ الشخصيات والزمان والمكان والحدث ... وبعد ذلك نكتب ملخصا للقصة بمساعدة الصغار، طبعا نكرر العملية ثلاث إلى أربع مرات وقتها ترى الرغبة تشع من نظراتهم. بعد ذلك تحدثهم عن الجائزة وهذه طبعا يحلم بها الكبير قبل الصغير فكل واحد يرغب في الفوز والنجاح، وتنطلق المنافسة على اشدها بين الصغار. وعندما تحدثهم بعد ذلك عن فائدة القراءة بعيدا عن الفوز في المسابقة تجد الآذان الصاغية، ويتحدثون بدورهم عن المكاسب التي حققوها، وكيف أن رصيدهم اللغوي قد اتسع، وأنهم أصبحوا يكتبون مواضيع التعبير الكتابي بشكل أفضل...

15 - ما هي أهم النصائح التي وجهتها للمشاركين؟ - في الحقيقة أنا لا افتر عن تقديم النصائح عندما يتعلق الأمر بالقراءة والتحصيل، تجدني أحيانا أحدثهم حديث الكبار والجميل أنهم يحبون الإصغاء ويستفيذون بشكل لافت للنظر. من النصائح كأن أخبرهم عن دور القراءة في خلق المتفوقين، والوصول الى المراتب العليا. وربما أصبحوا كتابا مشهورين في المستقبل. وأن القراءة أول باب للنجاح... 17- هل أخبرك أحد تلامذتك سابقا انك قدوة له في عالم الكتابة؟ -نعم كثيرا ما تصلني رسائل من بعضهم يخبرني بذلك، وهذا شيء يثلج الصدر. وأنا احبهم كثيراً واتمنى لهم كل التوفيق.
18- لنعد الى أعمالك استاذة امنة بعض النقاد يرونك حاملة لمشعل التجديد في السرد القصصي ما تعليقك؟ -من هذا المنبر أقدم لهم أسمى وأنبل كلمات الشكر والامتنان لأنهم أولوا أعمالي عناية خاصة وأعطوها من وقتهم الشيء الكثير، وغاصوا في كلماتي يستخرجون منها ما أنوي قوله وعملوا على إنارة دربي أكثر وأضافوا إلى كتاباتي إشعاعا ونورا سأظل أحتفظ لهم بهذا الكرم الزائد وأظل أكتب عملا بنصائحهم وتوجيهاتهم وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنهم. 19- حتى الآن كل النقاد ابدعوا في وصف أعمالك والثناء عليها. كيف ستكون ردة فعلك لو تعرضت للنقد الهدام. - عندما نكتب طبعا نريد لعملنا أن يرى النور ونريد للآخر أن يقرا ما أنتجناه من كتابة، لكن ما كتبناه قد يروق للبعض وقد لا يعجب البعض الآخر لاختلاف الأذواق وتعدد وجهات النظر، ماتراه أنت جميلا قد يراه غيرك في منتهى القبح. انا كغيري من الكتاب هناك من يحب عملي لأنه وجد فيه أشياء تتماشى وذوقه، ومن وجد فكرتي قريبة من فكرته، وبالنسبة للنقاد لهم مقاييس يقيمون بها العمل قيد الدراسة وما اتفاق هذا العدد من النقاد على جودة العمل بباطل واسمحوا لي اذا وظفت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "( لا تجتمع أمتي على ضلالة) فلا يعقل ان تتفق شهادة نقاد من أقصى جنوب المملكة بأقصى الشرق والغرب وتمتد إلى الجزائر الشقيقة وهذا طبعا من فضل ربي علي. أما سؤالكم عن ردة فعلي اذا تعرضت للنقد الهدام طبعا سيكون الأمر شاقا علي ولكن كما ذكرت سابقا ما دام العمل معروضا للجميع قد نجد من يكون له موقف معاكس ساتقبل الأمر طبعا لا حيلة لدي وأعمل على تقويم ما يراه اعوجاجا والكمال لله وحده.
طبيعة البشر تميل إلى المدح والشكر لكن إذا كان عكس ذلك علينا ان نتقبله بصدر رحب لكي لا يدمرنا وأن نستفيد من النصائح إن كانت هناك نصائح.

20 - نظرتك المستقبلية للأدب المغربي. أراه يسير بخطى حثيثة نحو مستقبل زاهر، هناك نهضة فكرية وعودة للكتاب والكتابة بشكل ملحوظ بفضل العديد من الجمعيات التي تعنى بالأدب والملتقيات والندوات وكذا المقاهي الأدبية التي انتشرت بشكل لافت للنظر، والمهرجانات التي تعنى بالأجناس الأدبية عامة. بالإضافة إلى دعم وزارة الثقافة وإن كان ضعيفا. إن شاء الله يرقى الأدب إلى ما يصبو إليه المتلقي.

21 - " أتساءل مرات عديدة لما أصر على الانتظار، وإن كان الانتظار من أجل الانتظار فقط أم هو الأمل في الغد" ماذا تنتظر أمنة كشخصية وكاتبة؟ - في الحقيقة الشعور بالخيبة من هذا الواقع الذي نعيشه، وما يعرفه من حروب وظلم ومجاعة واشياء كثيرة تحز في النفس وتجعل الإنسان ينتظر باستمرار بارقة أمل في الأفق، وأن يتحسن وضع الإنسان بشكل عام أينما وجد، وكيفما كان لونه ودينه... لكننا لا نرى سوى جميع انواع الفساد تتفشى وبسرعة كبيرة، والحروب تدمر هذا العالم باستمرار و... فنصاب بخيبة أمل، ورغم ذلك نجدد الانتظار والترقب ويظل الأمل يصاحبنا. وأيضا في الحياة الخاصة ننتظر باستمرار حدوث أشياء جميلة تعاند بدورها وتأبى أن تأتي لكننا نظل في نافذة الانتظار نترقب بزوغ ذلك الشعاع بشوق دون ملل. في مجال الكتابة انتظر دوما أن تجود قريحتي بعمل يرقى إلى مستوى تطلعات القارىء، ويحظى باهتمام عدد أكبر من النقاد. 23 - ختاما في ظل زخم الإصدارات الأدبية الشبابية منها خاصة. نصيحتك أستاذة للكتاب الشباب. - أنا أحيي الشباب المبدع، ولكني أراه متسرع مثله مثل هذا العصر الذي نعيشه، متسرع في الكتابة والنشر ويريد الوصول بسرعة ليست له طاقة على التاني. نصيحتي أن يأخذ وقتا أطول ويقرأ كثيراً قبل أن يقدم على نشر عمله؛ فالعمل لا بد أن يختمر في ذهن الكاتب وفي مسوداته قبل أن يخرجه للقارئ. في الختام أجدد شكري لكم ولموقعكم على استضافتي وإعطائي حيزا من وقتكم. أتمنى لكم دوام التوفيق والسداد ودمتم لخدمة الثقافة.

و بدورنا نشكرك على الوقت الذي منحتنا اياه مع تمنياتنا لك بدوام التألق و الابداع

حـــــــــــــــاورتها : كـــــــــبير اينـــــــــاس


الروائية المغربية امنة برواضي : " أنا أعتبر النشر في بلدي الثاني الجزائر هو فوز آخر، فوز بنكهة خاصة هو جائزة قدمتها لي دار الماهر على طبق من ذهب. " Reviewed by akhbar 360 on 4:36 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.