ريمة لعواس: "استوقفني في ديوان الشاعر ملاحي اللغة الشعرية العالية التي كتبت بها قصائده"

الشغف بالشيئ يجعل المرء يتنازل عن الكثير والكثير رغبة في الحصول عليه، وهكذا كان شغف ريمة لعواس الذي جعل كفة الأدب العربي ترتفع عندها فوق كل المجالات، ولم يتوقف ذلك في قراءة وريقات الكتب أو الجلوس لساعات رفقة القلم بل تجاوزه ليصل الى حد التعمق في التخصص وتفكيك شفرات بديعه، شغف كانت له حلقة وصل بتخصصها الدراسي وشهادة تخرجها. 
ريمة لعواس صاحبة مؤلف التناص في الشعر الجزائري الحديث، في حوار حصري لموقع أخبار 360... 
-بداية لو نجمع بين صورة ريمة الكاتبة والشخصية لنقربها أكثر من قرائها، من هي ريمة لعواس؟
بداية أظن أنه لابد من التعريف بشخصي وبشخص شريكتي في كتاب التناص في الشعر الجزائري الحديث "ديوان البحر يقرأ حالته لعلي ملاحي أنموذجا"،فهو دراسة نقدية من إعداد الباحثتين ريمة لعواس وعقيلة محمدي، ريمة لعواس طالبة دكتوراه الطور الثالث تخصص الخطاب السردي المعاصر بجامعة الجزائر2، وعقيلة محمدي هي أيضا طالبة سنة ثالثة دكتوراه الطور الثالث تخصص بلاغة وأسلوبية بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف. 
-كيف كانت بوادر انطلاقك في رحلة الأدب؟
اكتشفت في نفسي حب الأدب منذ وقت مبكرة، كنت أستمتع كثيرا وأنا أقرأ كتبا في الأدب العربي: قصص ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة...إلخ حتى إذا تحصلت على شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية بمعدل يسمح لي باختيار تخصص علمي جيد اخترت دراسة الأدب لأنني أجد فيه متنفسي، وأشعر أنني أتجاوب مع هذا التخصص أكثر من غيره ... 

-على اختلاف ضروب الأدب من رواية وشعر وخاطرة ..أين نجد ريمة؟
  كانت لي تجربة الكتابة الأدبية وبالتحديد مع القصة القصيرة وقصيدة النثر في مرحلة الليسانس وكنت قد شاركت وفزت في مسابقتين أدبيتين أقامتهما الجامعة التي كنت أدرس فيها، شاركت في الأولى بقصة قصيرة عنوانها "الوجه الآخر للمال"، والثانية شاركت فيها بمجموعة من القصائد النثرية عنوانها "العشق عذاب نتمناه".. لكن بعدها لم أجرّب الكتابة مرة أخرى، انشغلت بالدراسة أكثر خاصة في مرحلة الدكتوراه التي تتطلب الكثير من الحرص في البحث العلمي، لكنني دائما أشعر بحاجتي للكتابة الأدبية ولا استبعد أن أعود إليها في مرحلة لاحقة. 
-اخترت مجال النقد الأدبي كيف تكونت لديك رؤية معرفية أهلتك لهذا المجال؟
الأدب العربي يحمل العديد من المواد من بينها النقد الأدبي الذي كنت أحس أنني قادرة على العطاء فيه، كنت مولعة به بداية من النقد الأدبي القديم الذي كان يصدر في الأسواق ويعتمد على الذوق، إلى غاية النقد المعاصر الذي يعتمد المناهج النقدية الغربية كالبنيوية والسيميائية ...إلخ، حتى أنني في مرحلة لاحقة اخترت التخصص أكثر في النقد الأدبي فتوجهت إلى تخصص مناهج النقد المعاصر. 
-هل تفضلين الحفاظ على القصيدة الشعرية كما جاءت مع فحولها؟
الاختيار صعب جدا لأنه يضعنا أمام حجر الإبداع، لكن في رأيي الخاص لكل ضرب من الشعر سواء كان الشعر العمودي أو الشعر الحر جمالياته الخاصة، الأهم في هذا أو ذاك أن تتحقق أدبية الأدب في العمل الأدبي.. وتبقى القصيدة الجيدة هي التي تطرق أبواب القلوب وتحرك مشاعر قراءها. 
-القارئ يسأل ما معنى التناص في الشعر؟
كل نص أدبي لا يخلو من نصوص سابقة له، لذا نجد كل شاعر يعمد إلى استحضار كل ما من شأنه أن ينمي تجربته الشعرية، هذه العملية تسمى التناص وإن اختلف الحديث عنها تحت مسميات مختلفة نحو السرقات الأدبية، الاقتباس، التضمين، الاحتذاء ...إلخ.
-بدايات التناص كانت في أوروبا مع الرواية، كناقدة أين ترين اعتماده سليما في الشعر أو الرواية؟
لا يوجد مجال محدد لاعتماد التناص فهو صالح للرواية كما يصلح للشعر، مثلما يوجد نصوص شعرية تزخر بالكثير من النصوص الغائبة، نجد أيضا روايات اعتمدت هذه التقنية وأضفت على النص الكثير من الجماليات، نضرب لذلك مثالا بنصوص واسيني الأعرج التي تستحضر النصوص التاريخية بشكل مذهل، أو أحلام مستغانمي التي تتفنن في استدعاء الأغاني الشعبية، أو عز الدين جلاوجي الذي يستند إلى المرجعية الدينية في كتابة نصوصه. 
-البعض يرى التناص استيلاء على أعمال شعراء آخرين خاصة المباشر منه ما ردك؟
إذا كان النص الجديد لم يتمكن من التفاعل بشكل إيجابي مع النص السابق واكتفى بإعادة انتاجه لفظا معنى فأنا ضد هذا النوع من التناص واعتبره سرقة أدبية لأنه يسيء إلى سمعة النص ولا يضيف له أي جمالية، أما إذا استحضر الشاعر النص الغائب بطريقة تبعث فيه الحياة من جديد وفق رؤيته الخاصة ووفق حاجة نصه الأصلي فتذوب الحدود الفاصلة بينه وبين النص الغائب فإن هذا يعد من الإبداع. 
-التناص في الشعر الجزائري الحديث" لو تعطينا لمحة عن أفكار الكتاب.
الكتاب في الحقيقة هو بحث مقدم ضمن متطلبات التخرج لنيل شهادة ماستر في النقد المعاصر، واختيارنا لموضوع التناص راجع إلى عدة أسباب منها رغبتنا في البحث عما قدمه العرب القدامى في المجال النقدي، والتناص هو الفضاء الأمثل الذي يمكن أن نعايش من خلاله إرهاصات العرب القدامى وهي تتحول إلى نظريات نقدية حديثة.
حاول كتابنا هذا الإجابة على العديد من الإشكاليات المتعلقة بموضوع التناص في الشعر الجزائري الحديث منها:
كيف يحمل النّص الشعري الواحد عدّة نصوص أخرى؟ ماهي أهم خصائص التناص عربيا وغربيا؟ وهل عرف العرب التناص قبل الغرب؟ أمالعكس؟ 
كيف استحضر علي ملاحي النّصوص الغائبة؟ 
وماهي أنواع النصوص التي اعتمدها؟ 
ماهي أكثر النصوص الغائبة حضورا في الديوان؟ ولماذا؟ وماهي الأبعاد الدّلالية والجمالية للتناص في هذا الديوان؟
وهل استطاع الخطاب الشعري لعلي ملاحي أن يثمر بإنتاجية للمعنى وكيف تجلى حضور الشاعر مع كثافة النصوص الغائبة في ديوانه؟
جاء بحثنا في ثلاثة فصول خصص الأول للتناص في النقد الأدبي قديما وحديثا، عربيا وغربيا، في حين اهتم الفصل الثاني بالشعر الجزائري الحديث، فتطرقنا فيه إلى إشكالية الحداثة في الشعر الجزائري وعوامل نهضته، وكذا أنواع التناص في هذا الشعر، إلى جانب قراءة في ديوان "البحر يقرأ حالته"، هذا وقد كشفنا في الفصل الأخير المعنون بالتناص في ديوان "البحر يقرأ حالته لعلي ملاحي"عن عتبات الديوان، وفصلنا فيه الحديث عن مجمل أنواع التناص الواردة في الديوان، وكذا جماليات هذا التناص وأثره في إبراز إبداعية النص الشعري لعلي ملاحي.  
-البحر يقرأ حالته لقامة أدبية كعلي ملاحي ما الذي أسرك في القصيدة لتكون عنوانا لدراستك النقدية؟
يرجع اختيارنا لديوان البحر يقرأ حالته للشاعر علي ملاحي لأنه استوقفتنا فيها العديد من الصور التناصية بأشكالها المختلفة، الأمر الذي أغرانا للبحث عن التناص في الشعر الجزائري الحديث، والأمر الثاني هو اللغة الشعرية العالية التي كتبت بها قصائد الديوان
-هل وجدت صعوبات في التعامل مع النص؟
لا، لم أجد صعوبة في التعامل مع نصوص ديوان البحر يقرأ حالته خاصة وأن الشاعر علي ملاحي قدم لنا يد العون وفتح لنا أبواب مكتبته وأمدنا بسيل من الكتب والمقالات والحوارات النقدية التي سهلت علينا قراءة ديوانه، والتي اعتمدناها كمراجع في الكتاب.
الملاحظ يرى أن غلاف الكتاب يعبر عن محتواه هل تعمدت اختيار الغلاف أم جاء محض صدفة؟ 
الغلاف كان من اقتراح دار ماهر للطباعة والنشر والتوزيع، أرسله لي الأستاذ أشرف كراشني المسير العام للدار قبل النشر ليأخذ رأيي فيه، أعجبني ذلك المزيج العشوائي من الألوان الموجود على صفحة الغلاف فوافقت عليه .
-أول مولود أدبي كان من نصيب دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع كيف جاء تقربك من الدار؟وهل تقصيت عن الدار قبل بداية تعاملك معها؟
كان تقربي من دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع عن طريق الفيسبوك، حيث كنت ألاحظ منشورات الدار وعناوين الكتب التي كانت تنشر باستمرار، والأسماء التي كانت تنشر عندهم، ففكرت في التواصل مع مسؤول الدار من أجل نشر كتابي، لهذا أنا لم أسأل صراحة عن الدار لأنني كنت على اطلاع على منشورات الدار وكانت تعجبني نوعية الكتب التي كانت تنشر، وهذا السبب كان كفيلا لأختار لدار الماهر من أجل نشر كتاب التناص.
-أخيرا ماذا تحمل أجندة ريمة لعواس؟
حاليا أنا بصدد التحضير لكتاب آخر هو في حقيقة الأمر مجموعة من الحوارات النقدية حول الكتابة النسوية مع جملة من النقاد والناقدات المختصين في هذا الموضوع  من الجزائر تونس المغرب العراق ...إلخ وسأنشره متى اكتملت الرؤية النقدية للكتاب.
                                                              حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاورتها: كــــــــــــــــــــــبير اينــــــــــــــــــــــــــــــــــــاـس 

ريمة لعواس: "استوقفني في ديوان الشاعر ملاحي اللغة الشعرية العالية التي كتبت بها قصائده" Reviewed by akhbar 360 on 1:12 م Rating: 5

هناك 3 تعليقات:

  1. اريد التواصل مع ريمة لعواس، من لديه اسم الفيسبوك الخاص بها... شكرا

    ردحذف
  2. من لديه اسم الفيسبوك الخاص بالدكتورة ريمة لعواس، او رقم هاتفها فليمدني به... شكرا

    ردحذف
  3. اريد التواصل مع ريمة لعواس

    ردحذف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.