( تراجيديا الحرية حلب) التي ستصدر قريبا عن دار الماهر اكثر عمل يحدد موقفي الحيادي من الثورات التي التهمت ربيع اوطاننا

قلم نصب نفسه سفيرا للصورة البديلة للبلدان العربية الجريحة التي تغيرت معالمها وغطى الغبار حسنها وبهاءها، هذا الجمال العتيق الذي يروي قصصا عن اناس عمروا على تلك الاراضي وتركوا حضارات تشهد أنهم أبناء الأرض ووارثوها لن تقرأ عنه الا في روايات فوزية عرفات فمن بغداد.. لبنان...وصولا الى حلب تكتب فوزية عن الأمل...وتبث الحياة رغم الالام المتكاثفة.
عن مشوارها الأدبي.. أسلوبها المتميز الذي استطاع أن يجمع حولها قراءا مثلوا الدافع الذي يمنحها طموحا أكبر للابداع والنجاح تتحدث فوزية عرفات حصريا لموقع أخبار 360، فتابعونا....
- في خضم الإنتاج الأدبي الواسع، واجواء المعارض الدولية للكتاب يتطلع القراء للخوض أكثر في تفاصيل هذا المشوار وصاحبته، حدثينا أولا عن فوزية عرفات كشخصية !
فوزية عرفات انسانة عادية جدا تبحث عن المتعة ولا تجدها الا في الكتب، انطوائية الى حد ما وخجولة جدا على عكس الجرأة التي أظهرها في كتاباتي، احضر لأطروحة الدكتوراه في علم المتاحف والاثار في المعهد العالي للدكتوراه في بيروت، رسالتي الأدبية واضحة ولا أسعى للشهرة كشخص بقدر ما أسعى اليها لفكر يستحق المتابعة. _ فضفضة روح أم موهبة هي الكتابة عند فوزية !
ذكرني سؤالك ب ( فضفضة) العامود الأدبي الاسبوعي الذي كنت اكتبه في احدى المجلات المحلية قبل ان يطلب مني المحرر الاقتصاد في عدد الكلمات لان المقالات الطويلة تصيب القارئ بالذعر فتخليت عن عامودي لكاتب آخر يجيد الاقتصاد فيها، وبالنسبة لسؤالك أظن ان الكتابة هي موهبة تصقلها القراءة لتفضفض عن الروح. _ متى أينعت ثمار هذه الموهبة وتم قطافها !
كنت متميزة في الكتابة دائما ومواضيع الإنشاء التي كنت اكتبها في المدرسة كانت تُقرأ على التلاميذ في الصفوف الاخرى ليتعلموا منها لكنني مع الأسف لم الق اي تشجيع من البيئة المحيطة بي، ولم يكن احدا مهتما بالحماقات التي اكتبها، اما متى خرجت هذه الموهبة الى العلن فأظن ان ذلك حدث عندما بدأت التقي بأشخاص يستمعون ويقرأون ويكترثون، فالكاتب لا يكتب لنفسه بل للآخرين الذين اذا اصروا على صم آذانهم ستتلاشى كل المواهب يوما. - اسلوب مميز مشوق حدثينا فوزية على ماذا تعتمدين في أسلوبك !
أظن ان اختياري للمفردات غير المتداولة هو اكثر ما يميز كتاباتي اضافة الى عنصر الوصف الدقيق الذي يمنح القارئ متعة خاصة في تخيل الأمور وربط السيناريو المكتوب بصور نحركها في اذهاننا كيفما نشاء ناهيك عن القصائد النثرية التي تجديها في كل رواياتي. _ تولد مواضيعك من رحم معاناة الامة العربية، لتكسر حواجز مجتمع ذكوري ظاهره محافظ عكس باطنه الذي يخبأ صفات ترفضها عاداته وتقاليده، صفي لنا ردة فعل المحيطين بك عندما يقرؤون كلماتك، هل تتعرضين للنقد جراء ما تكتبين !
اتعرض للنقد وأحيانا للرفض، ما زالت بعض المفردات الجريئة تثير انتفاضة في نفوس بعض القرّاء الذين يعتبرونها اباحية غير مشروعة في عالمنا الذي كما قلتي يتظاهر بالتحفظ والالتزام ثم ينهار ما ان يشم عطر امرأة، لا أنصت عادة لهذا النوع من النقد مع العلم ان هؤلاء أنفسهم اكثر من يقتنون الروايات المترجمة ويروجون لها ويصفقون لكل ما فيها من جرأة وخروج عن المألوف والحاد واباحية وتمرد بينما يحرمون على الكاتب العربي الخوض في شؤون مماثلة. _ بالمقابل، يزيح قلمك الستار عن الوجه البهي وعراقة الأوطان العربية التي شوهها الإعلام والظروف كبغداد مثلا في رواية " 7 أيام في بغداد"، هل يحمل قلمك أمانة حماية الإرث الثقافي العربي !
- دراستي في مجال الاثار واطلاعي الدائم على الخطر الذي يلحق بالإرث الثقافي العربي جعلني احمل هذه القضية على عاتقي ، لهذا تجدين ان كتاباتي مهما كان موضوعها تتطرق لهذا النوع من الخطر الذي يهدد تاريخنا بالزوال هذا ناهيك عن الاطروحة التي أعدها والتي تتناول بشكل مفصل كافة الاستراتجيات التي يمكننا اللجوء اليها لحماية إرثنا الثقافي ان كان لجهة القوانين والتشريعات والموارد البشرية والمهنية في العمل والوعي لدى المجتمعات المدنية وغير ذلك... _ ماهو موقفك ككاتبة شابة من الإضطرابات التي تعيشها الأوطان العربية وكيف صورها قلمك ! - لعل رواية ( تراجيديا الحرية حلب) التي ستصدر قريبا عن دار الماهر اكثر عمل يحدد موقفي الحيادي من الثورات التي التهمت ربيع اوطاننا، ان تلك الثورات الطاحنة لم تحقق لنا اي نوع من الحرية ولم تحل مشاكل الفقر والبطالة والغلاء بل أسهمت بشكل مباشر في تدمير اوطاننا ولكن هذا لا يعني ان الطرف الاخر على صواب، على الصعيد الشخصي لو خيرت بين حاكم ديكتاتور يوفر لي حياة كريمة وأمان ووظيفة وكهرباء وآخر ديمقراطي لا يعرف كيف يحل أزمة النفايات المتراكمة في شوارعنا لاخترت الديكتاتورية حتما.
-" تراجيديا الحرية حلب "، رواية عن سوريا الجريحة حدثينا أكثر عن الرواية، وهل جاءت فكرة كتابتها بعد زيارتك لسوريا! تراجيديا الحرية - حلب على عكس ما قلتِ جاءت بعد القطيعة الإجبارية التي أجبرتنا عليها الحرب مع سوريا، لم ازر سوريا التي لا تبعد اكثر من ساعة عن بلدتي في لبنان منذ ثماني سنوات بسبب الظروف الأمنية المربكة، وأهوال الحرب التي تتسرب مع اللاجئين السوريين الذين يكاد يتجاوز عددهم المليونين في لبنان كانت المادة الخام التي أسست لهذه الرواية الواقعية جدا والتي تنقل معاناة المجتمع السوري الحلبي بكل اطيافه من الموت الى اللجوء والجوع والتشرد، تبحث شخصيات الرواية عن حرياتها في وجهات مختلفة ليكتشف كل منهم انه أضل طريقها وخسرها الى الأبد باستثناء البطلة ورد التي تجد حريتها اخيرا في مكان غير متوقع.
_ كيف جاء قرار نشر عملك في الجزائر! - ان الصعوبة التي يواجهها القرّاء في المغرب العربي في الحصول على إصداراتي الأدبية هو السبب الذي شجعني على اتخاذ هذا القرار، ومن خلال العمل مع دار نشر جزائرية يصبح اقتناء الكتب ممكنا وليس محصورا في المعارض الدولية للكتاب كما ان ذلك اكثر توفيرا من شراء الكتب بالطرق الالكترونية التي تصبح اكثر كلفة عندما يتم ايصالها من بلد الى آخر.
_حدثينا عن رحلتك مع دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع، وكيف تم التعامل مع الدار خاصة مع البعد الجغرافي! علاقتي مع دار الماهرة جيدة جدا وقد تعرفت على هذا الفريق المذهل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، واجدهم متجاوبون جدا ويسوقون للأعمال بطريقة جيدة على أمل ان تحمل لنا هذه الشراكة كل الخير.
-هل تنقلتي شخصيا الى الجزائر من أجل إجراءات الطباعة والنشر ! لم ازر الجزائر بعد ولكنني في صدد التحضير لزيارة قريبة خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي هناك. _ الشباب العربي أكثر جرأة في الرفض، مدافع شرس عما يريد، في رأيك هل تستطيع الطاقات الشبابية صناعة الفارق عن طريق أقلامها !
أظن ان الشباب العربي هو الأقل جرأة على الرفض والدليل هو الانحطاط الهائل الذي تعاني منه معظم اوطاننا العربية وعلى اكثر من صعيد، هناك فئة قليلة من الشباب تتمتع بتلك الجرأة المتوازية مع الوعي، فالرفض ان لم ينفذ بموضوعية وذكاء لا يحقق شيئا وهذا الاندفاع الاحمق نحو مشاريع خفية تحركنا كالدمى هو ما كبد اوطاننا الكثير من الخسائر تحت غطاء ما يسمى بالربيع العربي الذي اثمر موتا وخرابا لا اكثر.
_ كنت حاضرة في معارض دولية عديدة على غرار الكويت.. لبنان...وبغداد، تقييمك للحراك الادبي العربي ! تجاربي في المعارض العربية للكتاب كانت مميزة، رأيت فيها ما أتمنى ان أراه في كل شارع وكل حي وكل بيت عربي، رأيت شبابا يشترون الكتب بشراهة ولا شك ان من يمتلك هذه الشراهة على المعرفة هو اكثر من يستطيع ان يغير في المستقبل.
-وهل ستكونين حاضرة في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر سيلا 2018! سأكون حاضرة باْذن الله، انني اتطلع قدما للقاء القرّاء الجزائريين الذين يتابعونني باخلاص منذ بداياتي كما انني من محبي اكتشاف المدن وسأخصص بعض الوقت لاكتشاف الجزائر وقد وضعت لائحة ببعض الأماكن التي سأقوم بزيارتها هناك وعلى رأسها المتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الاسلامية.
_ بعد زيارتك للجزائر هل سنقرأ رواية عنها ربما ! كتبت عن بغداد وبيروت وحلب وقد تكون الجزائر محطتي القادمة ، لطالما قرأت عنها في كتابات احلام مستغانمي وواسيني الأعرج احببت جسور قسنطينة وبحر الشمال وقصص الحب العنيدة فيها، انها ككل المدن العربية مزيج من التناقض المثير وأرض خصبة لأي موضوع ادبي.
_ هل أنت راضية عما قدمته الى حد الآن!
لست راضية عن نفسي أدبيا أستطيع ان اقدم الأفضل ، انني اول من ينتقد أعمالي وهذا ما يجعل كل عمل جديد اقدمه أفضل من السابق.
-ماهو أكبر مشروع تطمحين إليه على صعيد التأليف الروائي ! احب ان تنتشر أعمالي بشكل أفضل وان تترجم الى اللغات الأجنبية وتتحول الى قصص متلفزة. _ أخيرا فوزية كلمة توجهينها الى الشعوب العربية !
الى الشعوب العربية أقول الحرية لا تتحقق بالدماء وحسب ، لدينا رحلة طويلة من العمل قبل ان نبلغ المرحلة التي يحق لنا ان نطالب فيها بحريتنا، ولعل الوحدة وثقة احدنا بالاخر والاختيار المنطقي لمن يمثلنا هي اول الخطوات الصائبة باتجاه الحرية.
حاورتها: كبير ايناس
( تراجيديا الحرية حلب) التي ستصدر قريبا عن دار الماهر اكثر عمل يحدد موقفي الحيادي من الثورات التي التهمت ربيع اوطاننا Reviewed by akhbar 360 on 2:25 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.