عبد المنعم بن السايح: شخصيًا أكتب للإنسان مهما كانت عقيدته أو وطنه

"لم أخطط لأصبح كاتب في يومٍ من الأيام،كنت مجرد مراهق يقتني أجندته ليدون يومياته ككل أبناء جيله لم أكن أعلم أن الأمر سيتحول إلى ضرورة لإثبات الوجود"
هكذا فتح لنا عبد المنعم أبواب عالمه لنغوص في تفاصيله، بداية بمراهق عشق الادب العربي و تنفسه، الى كاتب اسر القراء واقتطع معهم تأشيرة السفر لأرض السواد الذي انقشع بفضل تحدي نور الدين واصراره على التميز، نتقاسم الاوجاع مع سماهر ونستنشق عبق فلسطين الطاهرة، ثم نرقص الترانتيلا منتشين بالبلاغة الأدبية والكلمة الثائرة.
في رحلة حوار شيق ميزها الطموح والاصرار، نسافر مع ابن مدينة تقرت عبد المنعم بن السايح
-شغفه بالكتابة أخرج منه شاعرًا و كاتبًا، فمن هو عبد المنعم بن السايح الذي استطاع ولوج عالم الأدب من بابه الواسع ليبرز بذلك بين قامات كبيرة من مؤلفين و أدباء ؟ عبد المنعم؛ كاتب شاب من الجنوب الكبير من مواليد 1990م، عاشق حالم، اعتنق الكلمة و الكتابة منذ المراهقة، في البدء كانت خاطرة ثم تكونت اللغة لتصبح شعرًا أو ربما بهدوء الخطوات الأولى دخلت لعالم السرد، كيف كان ذلك؟ لا أذكر، كل ما أذكره أنني لم أخطط لأصبح كاتب في يومٍ من الأيام، مجرد مراهق كان يقتني أجندة اليوميات و يكتب يومياته ككل أبناء جيله لم أكن أعلم أن الأمر سيتحول إلى ضرورة لإثبات الوجود حتى التقيت صدفة بالبروفيسور لعيد جلولي ( عميد كلية الآداب و اللغات بجامعة قاصدي مرباح ورقلة ) قرأ نصوص شعرية و قصصية كتبتها آنذاك ثم وجهني للطريق الصحيح الذي سأصنع به نفسي و تاريخي، كان يومها يخطط لصناعة مشروع كاتب، لا أدري إن نجح في مشروعه أم لا؟
كل ما أدركه حاليًا أني مازلت بذات الشغف و الحب للكتابة و كأنني مازلت في البداية .. لم أدخل الأدب من أبوابه الواسعة، بل دخلت من فجواته الضيقة جدًا، فالأمر شبيه بصراع إثبات الوجود؛ الكاتب دائمًا في صراع مع نفسه و مع محيطه ليثبت جدية نصهِ ،كيف لا و الكاتب هو ذاك الكائن الذي يسير إلى أن يقف غلى آخر خطوةٍ من الواقع يرى الخيال أمامهُ و يستدير يخبر من وراءهِ بشيءٍ من الواقعية, و لا يصدقونه ! -ترعرعت وسط بيئة كل ما فيها يهيم باللغة العربية و يصدح شعرًا، ما جعلك تعقد العزم على السير في ذات الدرب، و تعكف على كل ما جادت به قرائح الكتاب من عرب و عجم، لمن كتب قلمك أول مرة ؟ نعم ،عشت في بيئة شاعرة تتلذذ بالنص و تصدح بالشعر في مجامعها و أعراسها، يمكنني القول أن حبي للكتابة و اللغة ورثته عن عائلتي
كتب قلمي لأول مرة لجدي عبد الجبار بعد يومٍ من وفاته ( سِيدي كما ألقبه ) كان نصًا مشحون بالرمزية و الجمال و الألم خاطبت به الله و الموت، الحادثة لم تكن صدفة أبدًا، جدي القدوة المُجاهد الذي لم يأخذ دينارًا واحد مقابل خدمته للوطن أبان الاستعمار مثلما فعل الكثير من المجاهدين الذين نالوا امتيازات بعد استقلال الوطن، كان يخبرني دائمًا أن خدمة الوطن تكون بلا مقابل و من أخذ أجرهُ في الدنيا سيسحبُ منه الله أجر الآخرة
أحببت فلسفة جدي فقررت أن أكتب يومياته بدل يومياتي المملة خاصة يومياته أبان الاستعمار، اشتريت "ولكمان و كاسيت " لتسجيله و هو يتحدث لأكتب بعدها السيرة بأسلوبي الخاص، و لكن حدث ما لم أتوقعه، أخذه الموت و أخذ معه الحكايات و أسراره و أولها سرُ عرشنا ( عرش سيدي راشد) الذي أباده الاستعمار .. كتبت نصًا أنتقم به من نفسي لأني أجلت الأمر ليومٍ واحد، لعنت الموت ، عاتبت الله كعتابي لأبي عندما يتأخر لشهر آخر بشراء لعبة ما، منذ ذلك النص أدركت أن الكتابة الخلاص أو هي الملاذ الذي ألجأ إليه وقت الشدة كما في الفرح، وأنها حاجة إنسانية كحاجتنا للغذاء و الماء و الهواء، أو ربما هي علاج لمرض داخلي تجعلنا نلقي الكثير من الأسئلة التي تقبع داخلنا على الورق ، الكتابة هي سؤال طويل جدًا ،لذلك كانت بداياتي الأولى بسؤال طويل لحد الآن أبحث له عن جواب
-( كل واحد منا يتذكر أول كتاب جعله يتنفس الأدب، لترث روحه الجمال فيبدأ بذلك إما مقلدًا أو محاكيًا أسلوبه)، هل قلد عبد المنعم أسلوب كاتب ما خلال بداياته لا نقل تقليد بل نقول محاكاة لأسلوب كاتب ما خاصة الذي نقرأ له كثيرًا، أو ربما يتعدى هذا لنتطرق لمعرفة الكثير عن يومياته و حياته. في البدء عشقت و لازلت أعشق كتابات جبران خليل جبران (1883-1931 ) فرحتُ أكتب بنفس أسلوبه ، عشقت جبران لأنه يعانق الجمال بصفاء بعيدًا عن اشتهاء الماديات الزائفة ، أحببته و أحببت جانبه الفيلسوف و الشاعر بشدّة، القارئ عندما يقرأ رواية المتحرر من سلطة السواد سيلمس هذا التأثير خاصة للذين تصفحوا أعمال جبران خليل جبران كاملةً. و بعد تفتحي للقراءة أكثر أصبحت أعشق الكثير من الكُتاب و أتأثر بفكر البعض، و قد تتداخل نصوصي مع نصوصهم تحت ما يسمى شبهة التناص -أيضا تعلقت بالروائية الجزائرية أحلام مستغانمي فبرز ذلك من خلال، رحلتي إلى عالم أحلام مستغانمي التي نشرتها على موقع مدارج الإلكترونية وبالاضافة الى جبران خليل جبران كما تفضلت حتى أحلام كان لها نصيب من رواية المتحرر من سلطة السواد -أعلم أن جواب هذا السؤال سيزعج البعض ،أحلام مستغانمي أعتبرها شخصيًا مدرسة أدبية لا يمكن أن ننكر أنها شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي كما لقبها الرئيس الراحل أحمد بن بلة
قصتي الأولى مع الكاتبة أحلام مستغانمي كتبتها في المقال الذي أشرت عليه يا إيناس .. و بعد دخولي للعالم الافتراضي تقربت أكثر من الكاتبة أحلام فوجدتها تدعم بقوة كل الأقلام الشبابية العربية بوجه عام و الجزائرية بوجه خاص فقد قدمت الكثير على صفحتها كالكاتب محمد بن زخروفة و الروائية كريمة عساس و سفيان مخناش و الكثير ، هذا يعتبر دعمًا لمسيرتنا الأدبية ، و كل الذين قدمتهم هم أقلام جادة تخدم الأدب العربي, و ليست عابثة به كالكثير من الأقلام الذي يصدرها لنا عالم الفيسبوك يوميًا -تكتب لجميع شرائح المجتمع، كيف يقنع عبد المنعم قراؤه من خلال الكلمة فقط؟
جودة النص هي التي تجعلك تكسب القارئ، و أيضًا المواضيع الذي تشعله و تؤرقه؛ لا يمكن أن يكتب الكاتب نصوص البلاط بينما المجتمع يتخبط في المجاعة و الصراع
في أول عمل روائي نشرته رواية المتحرر من سلطة السواد ( الفائز بالجائزة الوطنية للرواية القصيرة ) وجدت قبولا كبيرًا للرواية من طرف القراء و الأدباء مما جعلني أسعى لتقديم نص روائي آخر أكثر جدية و يليق بالقارئ . القارئ هو الوحيد الذي يشهر نصك و يرفعه،هناك بعض القراء من يضع كتابي في حقيبته ليتنقل به من مكان لآخر و من دولة لأخرى ، و هذا هو المكسب الحقيقي ثقة القارئ بقلمك
استطعت أن تتفوق على أقرانك و تثبت نفسك، إلى ما يعود ذلك؟ بحكم أني أقيم في الصحراء البعيدة عن كل شيء ،عن الإعلام، عن الفعاليات الثقافية الكبرى، عن دور النشر، بعيد عن كل الأماكن الثقافية التي تدعمني لذلك لابد أن أكافح من أجل أن يصل صوتي .. بدايتي الجدية كانت مع أول مقال نشرته في جريدة الجديد عام 2011 م و من هنا بدأت أثبت نفسي .. أما التفوق على أقراني لا أعتبر هذا الكلام صائب هناك شباب في سني فعلوا الكثير و أثبتوا نفسهم و جدارتهم و ذلك يتجلى من خلال الأصدارات الأدبية الناجحة على سبيل المثال: الكاتب رفيق طيبي، و صادق فاروق، وأيضا محمد الأمين بن ربيع غيرهم .. أراهم شخصيًا كُتاب شباب أثبتوا أنفسهم و تفوقوا، و الأجمل ما فيهم أنهم يبدعون من أجل ادراك غاية الجمال لا من أجل كسب الشهرة الفيسبوكية و المال -أيضا تنشط على مستوى الأرضية الإلكترونية على غرار مواقع التواصل الاجتماعي, تنشر مقالات و خواطر على مواقع إلكترونية و مدونات، ماذا قدمت البيئة الإلكترونية للمؤلفين الشباب الأرضية الالكترونية تعتبر فضاء العصر الذي يتنفس داخله الكثير ، تلك الصفحات الكثيرة ما هي إلا بشر مثلنا؛ يُلقب بعضهم بالمتلقي و البعض الأخر بالناشط. بفضل هذا الفضاء تعرفت على الكثير من الأدباء و القراء من مختلف الدول العربية و الأجنبية، لا توجد حدود في هذا العالم ،صوتك يصل إلى أقصى البعيد، و هناك من لا تعرف مواطنهم و تجدهم يعرفونك و يقدرون إبداعك على غرار محيطك الذي لا يأبه بك.
زد إلى هذا بظهور الأرضية الالكترونية قُلنا للاحتكار و التغيّب وداعًا ، الكل له صوت و الأجمل أن صوته يصل و يحدث الصدى، كما تفيد أيضًا الأرضية الالكترونية للترويج لأعمالنا الإبداعية و هذا الجانب الأجمل فيها، بعد أن كان الترويج عائق الكثير اليوم أصبح سهل جدًا، مثال عن صفحتي الافتراضية الرسمية بالفيسبوك التي يتعدى متابعيها بـ 41 ألف متابع أغلبهم مشارقة بحكم أن مواضيعي الروائية تمس الشرق المعجون بالتناقضات؛ خاصة فلسطين كلهم متابعين لأعمالي و لأخباري -ألا تظن أنها وفرت التحرر الزائد على اللزوم للكتاب خاصة الشباب نعم إيناس، هذا العالم عرى و فضح الكثير من الأقلام، و كشف هشاشة بعض المبدعين، الذين سعوا لكسر الطابوهات بلا حجج. نحن نعلم أن للمبدع كامل الحرية للكتابة عن أي موضوع حتى و لو كان جارحًا و لكن في المقابل لابد أن يسعى للإصلاح و أن يظهر للمجتمع معالم القبح أو النقص، و لكن اليوم نجد الكثير من الكتاب يكتبون بلا وازع ، و أصبح تحررهم بلا دافع و هذا أعتبره عيب فاضح على عكس باقي الكتاب الشباب ترفض الخوض في السياسة الا أنك تكتب لفلسطين، عن ماذا يكتب عبد المنعم بالتحديد لا بالعكس كتبت بعض المقالات الرافضة في بداية مسيرتي مثل: ( اعتنق الصمت ،من أنت لتسرق صوتي؟ ، سلطة الشعب شغب ..إلخ ) و لكن في الكتابة الروائية لا أدخل المواضيع السياسية كثيرًا، ممكن تكون وجهة نظر لشخصية معينة تخدم النص مثلما حدث في رواية "قد بلغت من الوجع عتيا "عندما اخترت بطلي "يزن" دكتور في العلوم السياسية اذ تحدث عن الكثير من المواضيع السياسية و تطرق لها بعمق، أما بوجه عام أكتب للإنسان لقضاياه، فقد تطرقت لحكاية طفل كفيف و كيف تحرر من السواد الذي يعيشه في رواية "المتحرر من سلطة السواد "، و كتبت عن حياة إنسان خرج من السجن ليواجه قسوة المجتمع في رواية حبيبتي زانية –حكاية الوهراني المقلقة"،كما تحدثت عن شعور الفقد الوطن و إنسان عزيز في رواية "بقايا أوجاع سماهر" ،كما تطرقت للصراع السوري في رواية "قد بلغت من الوجع عتيا ".. شخصيًا أكتب للإنسان مهما كانت عقيدته أو وطنه ، حاليًا أشغل بكتابة نص عن مسلميّ الروهينغا
عبد المنعم بن السايح يحمل رسالة أكبر من عمره، ماهي هذه الرسالة ؟ أن أكون الكاتب المناسب في المكان المناسب .. أن أترك فكرة و لو بسيطة تُجمل جوهرنا القبيح .. رسالتي أن أترك ثمار صالحة تفيد المجتمع و الإنسانية من أهم نشاطاتك أيضا ترأسك نادي " الطاهر وطار الأدبي" بورقلة لو تحدثنا أكثر عن النادي, نشاطاته ، انجازاته.. يا الله..من أجمل مشاريع الثقافة كانت داخل نادي "الطاهر وطار الأدبي "الذي أسسته شخصيًا بمساعدة الصديق الإعلامي حمزة محمد العيد، و قد تم تدشينه رسميا بحضور وزير الشباب و الرياضة أنذاك الهاشمي جيار. النادي هو مكان للالتقاء بعشاق الكلمة و الفن ( الشعر ، المسرح ،القصة ، الموسيقى ،الفن التشكيلي ) مارست بداخله الكثير من النشاطات، و أيضا تم عرض تحت رعايته الكثير من المسرحيات، أذكر منها مسرحيات كتبتها مثل : (الملك يموت جالسًا ، و مسرحية كوميدية بعنوان أشري و لا خلي ..إلخ ) و لكن الآن لم أعد أديره فعهدتي انتهت يوم تخرجي من الجامعة .و لكنه ظل نشطًا لحد اليوم نعود إلى أعمالك عبد المنعم ،المتحرر من سلطة السواد .. بقايا أوجاع سماهر .. قد بلغت من الوجع عتيا ..أخرها خامس أعمالك الأدبية لنرقص الترانتيلا ثم نموت كلها تحمل عناوين تجذب القارئ ما يجعله يطرق دفتي الرواية ليشبع فضوله، هل نستطيع القول أنك بصدد كسر مقولة ( لا تختر الكتاب من عنوانه ) من جانب الطرافة اليوم كسر الكثير مقولة: ( اختر الكتاب من عنوانه، و أصبحت اختر الكتاب من غلافه لفرط التصنع المكلف في الأغلفة! ) .. العنوان يعتبر عتبة الكتاب لابد أن يحسن الكاتب اختياره، هناك عناوين تقربنا من موضوع النص و هناك من تجعلنا نحلل بتأويلات مختلفة عن ما يدسه النص .. أنا مع التكثيف في رمزية العنوان و في ذات الوقت لابد أن تكون رمزية تفيد النص -بالحديث عن أخر رواياتك ،ما الذي تحمله الترانتيلا بداية من عنوانها لنرقص الترانتيلا، لنرقص على نغم الوجع، لنرقص على أنقاض الحرب، على أنقاض الصراع، لنرقص على وقع الخيبة و الألم، لنرقص على مأساة الوطن، لنرقص على وقع اغتيال الذاكرة و التاريخ، لنرقص على كل شيء يثير المأساة، ثم نموت برصاصة النسيان التي لا ترحم أحد ..
الرواية تحمل قصة شاب فلسطيني ثائر ضد كل شيء، ضد الأعراف و السياسية و العقلية الفلسطينية، يعشق أنثاه و الوطن و لكن الخيبة تأتيه من الحب و من الأرض معًا، ليعزم القرار على الكفاح فينتهي به المطاف أسير بسجون الاحتلال الإسرائيلي بحكم مؤبد من خلف القضبان يزف لنا مأساة على شكل نص آخر بقلم البطل ..نحن نعلم أن الأسرى الفلسطينيون يواجهون جبروت المحتل الذي جيّش كل إمكانيته المادية لتشويش أفكارهم ووعيهم و تفكك الثورية بداخلهم لأجل إحباطهم و تحطيم صمودهم، و لكن الأسرى أقوى بكثير فاختاروا مقاومة أخرى من رحم الوجع اليومي في سجون الاحتلال و من عتمة الزنازين ليكتبوا قصصهم و رواياتهم أو يومياتهم، و هذا ما فعله بطل روايتي جواد عندما كتب رواية تشبه قدره أبطالها فلسطينيون في ايطاليا، من سجن الاحتلال الإسرائيلي تبدأ رقص الترانتيلا
-من أين إقتبست أحداث الرواية ؟ الرواية فيها شيء من حكاية أصدقاء و منها ما هو خيال . مرحلة الجامعة دعمتني كثيرًا للتوغل في عقلية الفلسطيني و معرفة الكثير عن الوطن و المجتمع الفلسطيني ،و ذلك لكوني كنت أقيم بجناح الأجانب الذين كانوا أكثرهم من فلسطين ، و تعرفت على الكثير من شباب غزة و الخليل و حيفا و نابلس كل واحد بحكاية الذي منها خلقت نصي ( لنرقص الترانتيلا ثم نموت) و نص (بقايا أوجاع سماهر) أيضًا -غيرت الوجهة نحو دار الماهر للطباعة و النشر و التوزيع ، حدثنا أكثر عن تجربتك الجديدة مع الدار تجربتي مع دار الماهر حديثة بدأت مع رواية لنرقص الترانتيلا ثم نموت، اخترتها لأسباب كثيرة أهمها : أن الدار جمعت الكثير من الأقلام التي لها ثقل أدبي الذي يشرفني أن أكون معهم و التعرف عليهم من خلالها، زد إلى هذا الاحترام الذي طوقني به صاحب الدار هو الذي شجعني أكثر لأكون فردًا من أفراد داره، زد أن الدار تحسن اختيار النصوص ليس كل من هب و دب تنشر له و هذا تشريف يفخر به كل مبدع
-في حوار سابق لك على موقع مدارج الإلكترونية صرحت أن الناشر الجزائري مجرم ثقافة، كمؤلف حسب رأيك ماذا ينقص ساحة النشر الجزائرية؟ ينقصها الكثير من الأشياء، أولها أن تتعامل مع المبدع كمبدع لا كزبون.. أن تحترمه و تحترم نصه، زد إلى هذا لابد أن تدعم الكاتب الشاب و ذلك بتبني عمله الذي يحمل معاير الجودة النصية على سبيل المثال نجد دار الماهر أطلقت مبادرة "فاست بوك" لدعم القلم الشبابي المبدع و أعتبرها مبادرة جيدة ستظهر الكثير من المبدعين الذين أثقلت مصاريف الطباعة كاهلهم أعرف شخصيًا هناك بعض الشباب باعوا كتبهم و حاسوبهم من أجل طباعة كتاب، أيعقل أن يكون هذا حال المبدع الذي يتعب في خلق النص ثم يتعب تعبا آخر في طباعته و تعب أكثر شراسة هو تسويقه ؟ -هل أنت راض عما قدمته لك دار الماهر للطباعة و النشر و التوزيع؟ راض جدا ..دار الماهر دللتني كأمي, يكفي أنها أمنت بنصي و فتحت لي أبوابها هذا كل ما أحتاجه الإيمان بكل ما أكتبه، هذا في حد ذاته دعم -ستكون حاضرا في فعاليات الصالون الدولي للكتاب سيلا 2018، كيف تتوقع المعرض هذه السنة؟ أتوقع أن يكون شبابيا بامتياز، فهناك بعض الروايات التي ستحدث الحدث مثل رواية شيفا لعبد الرزاق طواهرية... ذاكرة معتقلة لبلال لونيس ، 257 لرفيق طيبي وغيرهم
أخيرا عبد المنعم كلمة توجهها لقرائك شكرًا ايناس على هذه المحاورة الرائعة و الأسئلة الدقيقة، لقد استحضرت أحداث قديمة كالبدايات مثلا شكرًا لكل القراء الذين يدعمون مسيرتي بحبهم و ثقتهم بنصوصي لنا كل الحياة لنبدع و لنا كل الجمال لنحيا.
حاورته: ك.ايناس
عبد المنعم بن السايح: شخصيًا أكتب للإنسان مهما كانت عقيدته أو وطنه Reviewed by akhbar 360 on 5:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.