"كلّي فخر بتقديم الأديبة آمنة برواضي، والأديبة عزيزة بوقاعدة والدكتور الروائي عزالدين جلاوجي لباكورة أعمالي الورقية"
شاب في مقتبل العمر استطاع أن يتجاوز أقرانه بأميال ، شغوف بتكوين ذاته و تطوير ها في جل المجالات العلمية و الأدبية من روض الى روض يفرد اجنحته متنقلا بين حروف الأدب و شيفرات الرياضيات .
عبد الرؤوف عطوط يفتح قلبه لموقع أخبار 360 في حوار شيق يعرض فيه سيرته الذاتية و طموحاته المستقبلية...
- أهلا بك عبد الرؤوف معنا ،بداية فلنقرب القارئ من شخصك ، من هو عبد الرؤوف عطوط بعيدا عن مجال التأليف !
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ،عبدالرؤوف عطوط طالب جامعي سنة أولى رياضيات واعلام آلي جامعة سطيف،19 سنة، مولع بالقراءة والأدب ، صدر لي إلكترونيا كتاب "صدى الهمس في حضرة الحياة" عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع المصرية، وقبل أيام قليلة "نجوى السقوط" عن دار الماهر للنشر والطباعة والتوزيع- العلمة الجزائر . - طالب رياضيات و إعلام آلي ثم تأليف كتابين أدبيين ،كيف بدأت فكرة التنويع و الاتجاه نحو الحرف العربي !
أظن أن السّبب يكمن في طبيعتي كشخص محبّ للتجربة ، فيقيني بأن الحياة قصيرة ومجالاتها كثيرة، والعمر يمضي بلمح البصر، ولا يكفي، يزرع فيّ الرّغبة لتجربة كلّ شيء... كما أن فكرة التخصّص ليس سببا مقنعا لانطواء الانسان على نفسه في مكان واحد وشيء واحد، أكثر ما يدفعني للتنويع، فأنا أدرس الرياضيات، وأقرأ كتبا في الفيزياء النظرية، وأخرى في السياسة والتاريخ والاقتصاد، بغضّ النّظر عن الدواوين الشّعرية، والروايات والقصص القصيرة و الخواطر ... وهذا التنويع هو ما يخلق الفارق، وله الدّور الأساس في اكتشاف الموهبة، وبذلك العمل على تطويرها... كلّ ذلك دفعني للتأليف. - هل تم اكتشافك كموهبة في عالم الأدب ، بعد اصدار كتابك الأول !
قبل الكتاب الأول كنت أنشر خواطر بسيطة في حسابي على الفايسبوك، لكنها كانت مليئة بالاخطاء، إلا أنّ شخصا له عميق الاثر رأى فيّ موهبة كامنة وكان ذلك الشّخص هو جمال سليمان صاحب دار ببلومانيا للنشر والتوزيع المصرية،الذي نصحني بالتوجّه إلى الرواية، فأنا أملك سردا موغلا و وصفا يوفّي طبيعة الموصوف على حدّ قوله،وكان كلامه أكبر حافز لي لالتهام الكتب بغية التطور ، وكان النتاج هو نشر مؤلفي الأول، أمّا بعد النّشر فقد وجدت أشخاصا كرماء وعلى رأسهم الأديبة عزيزة بوقاعدة كان لهم الدور الأساس فيما أنا عليه اليوم، والحمدلله. - المبدعون في مجال الكتابة هم أصحاب التخصص العلمي ، ما رأيك !
أنا مع هذه الفكرة تماما، وأظنّ أن ذلك يرجع إلى كون العلميين يعتبرون الأدب وغيره من مجالات الابداع متنفّسا لهم من الدراسة والمواد العلمية، وبطبيعة الحال، سيعشقون هذا المجال لأنه راحتهم، ونعلم طبعا أنّ الابداع ما هو إلا نتيجة لعشق الشّيء حدّ الهوس... من جهة أخرى ، وفي الأدب خصوصا ما يمنع أصحاب التخصّصات الأدبية من التألق في مجالهم هو التقيّد باللغة ، فهم ينقدون ما يكتبون ، ما يجعلهم محصورين في نطاق ضيّق، عكس العلميين الذين لا يفقهون في مجال النقد شيئا، إلا من بادرة الاطلاع ، فهم يصولون ويجولون بحروفهم، إضافة إلى أنهم أكثر ثقة بما يكتبون من غيرهم. لتركيزهم على الجانب الابداعي أكثر من الجانب التأطيري للقواعد. - اذا نستطيع أن نقول أنك من مشجعي مقولة الفوضى أم الابداع !
نعم، من مشجّعيها والعاملين بها. - لو قلت لك دان براون !
دان براون، بالنسبة لي هو أعظم روائي في التاريخ، تتجّلى عبقريّته في شيفرة دافنشي، أعظم عمل روائي قرأته من حيث الاثارة وكمّ الافادة التي خرجت بها، وأعماله الأخرى لا تقلّ روعة، خصوصا ملائكة وشياطين و الرمز المفقود و الأصل، حفاظه على هذا المستوى المدهش في كافة أعماله، هو ما يثبت عبقريته ونبوغه و ابداعه اللامتناهي. - لماذا لا نجد روايات عربية تجمع بين المجال العلمي و الأدبي !
أظن أن ذلك راجع للانطواء داخل تخصص واحد، فالأدبي مهما تمكّن في مجاله، نجده لا يفقه شيئا في العلوم الأخرى، أما العلميّ فهو بعيد كلّ البعد عن التمكّن في الأدب الذي يمنحه استطاعة كتابة نص روائي، بحجّة أنه علمي ولا يستطيع التركيز على أمور شتّى...
هذا الأمر الذي يجعل السّاحة تفتقر إلى أعمال مميّزة.. عكس الغرب حيث نجدهم يجرّبون كل شيء، نجد عالم فلك هو نفسه عالم فيزياء ورياضيات، وأديب ومتمكّن في علم اللاهوت و طيار و فيلسوف، ما يجعل عمله الروائي زاخرا بأشياء من كلّ شيء. - هل سنجد ذلك في واحدة من إبداعاتك !
بإذن الله، أضع هذا الأمر كهدف مستقبليّ، وقد يكون هذا العمل هو ما أظفر من خلاله بجائزة البوكر ...تلك الجائزة التي أضعها كأحد أهدافي المستقبليّة. - " نجوى السقوط " نصوص أدبية خرجت الى النور منذ أيام ، حدثنا عن محتوى الكتاب !
أختصر فأقول أن نجوى السقوط هو عبارة عن نصوص في مجالات شتّى وتأملات حياتيّة مستمدة من الواقع، ورسائل أدبية كتجسيد لمنحى القلب، ونصوص تنمويّة للذات، وكلي فخر بوصف الأديبة عزيزة بوقاعدة في جزء من تقديمها المضمّن في الكتاب، بقولها: " "نجوى السّقوط" منابع الجمال المتدفّق من الصّفحات، تضمّنت خواطر طازجة كرغيف فوق بساط الحلم، ورسائل أدبيّة تجئ مسرّبة في نديف الغيم" أو بوصف الاديبة الروائية والقاصّة المغربيّة آمنة برواضي، في جزء من تقديمها لنجوى السقوط المضمّن في الكتاب بقولها: "الكتاب الذي بين أيدينا مشروع سردي طموح كصاحبه يفيض حياة، ويتدفق أملا، سرد موغل في الذات يحاور به صاحبه شاعرية اللغة التي تصب معظمها في الذات." وبالتأكيد، كلّي فخر بتقديم الأديبة آمنة برواضي، والأديبة عزيزة بوقاعدة والدكتور الروائي عزالدين جلاوجي لباكورة أعمالي الورقية، وثاني مؤلف لي في المسيرة الأدبية، على أمل استحسان القراء بإذن الرحمان.
- أخذت من كل روض زهرة ، و من روض رؤوف هل نجد شيئا منه بين سطور الكتاب !
بصفتي كاتب، أجدني بطريقة عفوية في نصوصي أكتب عن تجاربي وتجارب الآخرين، عن آلامي وآلامهم، حيث توجد أحداث وأشياء مخزنة بداخلنا تخرج مع الحبر لنخطها على الورق شئنا أم أبينا، تكون حاضرة في كتاباتنا. - الكتاب تبنته دار الماهر للطباعة و النشر و التوزيع ، كيف تعرفت على الدار !
بطريقة عفوية، ومباشرة مع انهائي للكتاب، وجهني صاحب مكتبة إلى مقرّ دار النّشر ووجدت منهم الكرم وحسن الاستقبال، فبارك الله فيهم. - ماهي الخدمات التي وجدتها لدى الدار !
أعترف بصرامة الدار من ناحية قبول الأعمال، ومصداقية الأعمال الفائزة بالنّشر، كأعمال قوية...كما أنّ التكلفة وأسعار الطّبع جيدة ومعقولة، بالاضافة إلى جودة العمل المطبعي.
- كانت لك أيضا تجربة في النشر الإلكتروني مع دار ببليومانيا للنشر الإلكتروني ، لماذا إخترت نشر اول أعمالك بنسخة الكترونية !
كانت هناك عدة أسباب وعوامل من بينها الرغبة في معرفة انطباعات عدة حول الكتاب ليتسنى لي التغيير والاضافة والحذف قبل خروج العمل بصورة رسمية ورقيا، لأنّ الانطباع الأول ثابت، ويبقى... ومن جانب آخر لعدم تمكّني ماديا في ذلك الحين، خصوصا أنّ الطبع خارج الوطن مكلف أكثر من المحلي. - هل نستطيع أن نعتبر رغبتك في تدوين اسمك خارج الحدود الجزائرية دافعا أول نحو توجهك للنشر الالكتروني !
لو سألتني الآن حول كوني أريد النّشر خارج الوطن من عدم ذلك، كنت أجبتك بنعم، أريد.. لأن النشر خارجا ناجح في تثبيت الاسم أفضل، وبلوغ الرسالة لأكبر عدد في أقصر مدة، أما في ذلك الحين فلم أفكر في هذا الأمر إطلاقا. - برأيك عبد الرؤوف ماذا ينقص النشر في الجزائر ليصل الى المستوى الذي وصلت اليه الدول التي قطعت مشوارا لابأس به في المجال !
حسب رأيي الاشكال لا يكمن في النشر أو دور النشر، لانّ هذه الاخيرة تلبّي طلب السوق، بل الاشكال في مجتمعنا الذي نجده غير مبرمج على القراءة كشيء أساسي، عكس الدول الأخرى التي تقرأ بنهم، ما يجعل الامر يشكل حافزا لدور النشر عبر تلبية متطلبات السوق الثقافي، من عناوين جديدة وكميات كافية، و للأدباء حيث يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم للخروج بواجهة مميزة عبر عمل مميز يلقى استحسان القراء... عكس بلادنا حيث الموهوب والمبدع، يسأم فيترك المجال ويقضي على مستقبله كمبدع كان وسعه تغيير مسار مستقبل أمّة.
- و ما قولك في القراء الذين يتحججون بغلاء الـاسعار !
من حقهم الشكوى، فأنا بصفتي قارئ مدمن على الكتب الورقية ، كنت في بعض الأحيان أجدني مضطرّا للقراءة إلكترونيا، إما لغلاء سعر الكتاب المقصود أو لعدم توفّره... لكن من ناحية أخرى الكاتب هو الآخر من حقه الشكوى، لارتفاع أسعار الطبع التي يتحكم فيها سعر الورق المرتفع بالدرجة الأولى...
- كمؤلف شاب خضت تجربة النشر بنوعيه برأيك ، هل مازال الكتاب الورقي يحافظ على الريادة!
حسب رأيي، إلى حد الآن لا يزال الورقي منه يحافظ على الريادة، إلا أنه في انحدار مستمر، عكس الالكتروني الذي يزدهر يوما بعد يوم، وسيكون الرائد قريبا.
- تميل الى الرواية و عوالمها ، لماذا لم يدفعك هذا الميول الى الإغتراف أولا من بئر الرواية !
الرواية حسب رأيي تحتاج التمكن من عديد الجوانب، أكثر من النصوص القصيرة و القصة و غيرها من الفنون الأدبية، لذلك اخترت التريّث لحين التمكّن ، فلا أزال في أول العمر، وأمامي مستقبل أدبي طويل بإذن الكريم أجرب فيه كل ما أسعفني الوقت و كذا القدرة .
- تفضلت سابقا أنك من مشجعي و العاملين بمقولة الفوضى أم الابداع ، ألا تخشى من نقد كتاباتك بسبب هذه الأخيرة !
أبدا قد افكر في الامر مستقبلا، أما الآن فأكتب ما أريد بطريقة عفوية، كما جاءت، فما جاء من القلب يذهب مباشرة إلى القلب، وأنا في جعبتي أفكار ورسائل أبلغها عبر أدبي، لذلك لا أقيّد نفسي حاليا بفكرة النقد.
- هي ثقة تمنحها لقلمك !
نعم - ماذا لو حدث و خانتك هذه الثقة !
النقد طبعا آخذه من باب تعديل المسار، أتقبل كل الآراء، أستخدم البنّاء منه لملأ الثقوب الفارغة منّي فأنا لا أزال في بداية الطريق، في مرحلة تعلم، وأتجنّب التعمق في الجارح والهادم منه، لكي لا أكسر عزيمتي بيدي، أما في حالة لو خانني حرفي، سأتحمل نتائج ثقتي ، وأدعوا ربي أن لا أوضع يوما في موقف لا أحسد عليه. - مؤلف شاب ، برع في مجال النص الأدبي ، ماهي النصائح التي توجهها لأقرانك ممن يملكون القدرة على الإبداع !
الحياة قصيرة جدا، وما فيها أكبر من سعتها،لذا انطلق، جرّب وتعلّم كلّ ما وجدت أمامك، غامر بكل شيء من أجل شيء أنت مولع به وتحسّ في قرارة نفسك أنّه الحق والأنسب بالنسبة لك،في حدود المشرّع في الدّين وأحكام الله النافذة ، فالتقوقع على الذات خوفا من التجربة هو حكم بالموت على قيد الحياة.وأهمّ شيء نحتاجه في حياتنا هو تعلّم واتّخاذ قراراتنا بأنفسنا. - أخيرا عبد الرؤوف ماهي مشاريعك و طموحاتك المستقبلية !
حيث أنا الآن في سنّ الـ19سنة ، لديّ الكثير من الطموحات والأهداف،من بينها في الجانب الأدبيّ الحصول على جائزة البوكر للرواية، بالاضافة إلى بلوغ وتحصيل الدراسات العليا في الرياضيات لأكون بذلك جمعت بين نقيضين لا يجتمعان في نظر البعض. وقبل كلّ شيء، وبعد كل شيء، نحن علينا الأمل والطموح واتّخاذ الأسباب والايمان بإرادة الله، وتبقى إرادة الله فوق كل شيء، فهو وحده سبحانه يعلم مواضع الخير كما كتبها لنا، يوجّهنا إليها حيث كانت، لنبلغها كيف كانت.والحمدلله واسع الفضل.
- بدوري أتمنى لك كل التوفيق على جميع الأصعدة ، و أشكرك على رحابة صدرك
آمين يا رب، شكرا جزيلا على الاستضافة الطيبة والفرصة الرائعة، التي منحتموني إيّاها إيناس، كما أنني في الخدمة دوما، بالغ الودّ .
حـــــــــــــاورته : كبير ايناس
عبد الرؤوف عطوط يفتح قلبه لموقع أخبار 360 في حوار شيق يعرض فيه سيرته الذاتية و طموحاته المستقبلية...
- أهلا بك عبد الرؤوف معنا ،بداية فلنقرب القارئ من شخصك ، من هو عبد الرؤوف عطوط بعيدا عن مجال التأليف !
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ،عبدالرؤوف عطوط طالب جامعي سنة أولى رياضيات واعلام آلي جامعة سطيف،19 سنة، مولع بالقراءة والأدب ، صدر لي إلكترونيا كتاب "صدى الهمس في حضرة الحياة" عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع المصرية، وقبل أيام قليلة "نجوى السقوط" عن دار الماهر للنشر والطباعة والتوزيع- العلمة الجزائر . - طالب رياضيات و إعلام آلي ثم تأليف كتابين أدبيين ،كيف بدأت فكرة التنويع و الاتجاه نحو الحرف العربي !
أظن أن السّبب يكمن في طبيعتي كشخص محبّ للتجربة ، فيقيني بأن الحياة قصيرة ومجالاتها كثيرة، والعمر يمضي بلمح البصر، ولا يكفي، يزرع فيّ الرّغبة لتجربة كلّ شيء... كما أن فكرة التخصّص ليس سببا مقنعا لانطواء الانسان على نفسه في مكان واحد وشيء واحد، أكثر ما يدفعني للتنويع، فأنا أدرس الرياضيات، وأقرأ كتبا في الفيزياء النظرية، وأخرى في السياسة والتاريخ والاقتصاد، بغضّ النّظر عن الدواوين الشّعرية، والروايات والقصص القصيرة و الخواطر ... وهذا التنويع هو ما يخلق الفارق، وله الدّور الأساس في اكتشاف الموهبة، وبذلك العمل على تطويرها... كلّ ذلك دفعني للتأليف. - هل تم اكتشافك كموهبة في عالم الأدب ، بعد اصدار كتابك الأول !
قبل الكتاب الأول كنت أنشر خواطر بسيطة في حسابي على الفايسبوك، لكنها كانت مليئة بالاخطاء، إلا أنّ شخصا له عميق الاثر رأى فيّ موهبة كامنة وكان ذلك الشّخص هو جمال سليمان صاحب دار ببلومانيا للنشر والتوزيع المصرية،الذي نصحني بالتوجّه إلى الرواية، فأنا أملك سردا موغلا و وصفا يوفّي طبيعة الموصوف على حدّ قوله،وكان كلامه أكبر حافز لي لالتهام الكتب بغية التطور ، وكان النتاج هو نشر مؤلفي الأول، أمّا بعد النّشر فقد وجدت أشخاصا كرماء وعلى رأسهم الأديبة عزيزة بوقاعدة كان لهم الدور الأساس فيما أنا عليه اليوم، والحمدلله. - المبدعون في مجال الكتابة هم أصحاب التخصص العلمي ، ما رأيك !
أنا مع هذه الفكرة تماما، وأظنّ أن ذلك يرجع إلى كون العلميين يعتبرون الأدب وغيره من مجالات الابداع متنفّسا لهم من الدراسة والمواد العلمية، وبطبيعة الحال، سيعشقون هذا المجال لأنه راحتهم، ونعلم طبعا أنّ الابداع ما هو إلا نتيجة لعشق الشّيء حدّ الهوس... من جهة أخرى ، وفي الأدب خصوصا ما يمنع أصحاب التخصّصات الأدبية من التألق في مجالهم هو التقيّد باللغة ، فهم ينقدون ما يكتبون ، ما يجعلهم محصورين في نطاق ضيّق، عكس العلميين الذين لا يفقهون في مجال النقد شيئا، إلا من بادرة الاطلاع ، فهم يصولون ويجولون بحروفهم، إضافة إلى أنهم أكثر ثقة بما يكتبون من غيرهم. لتركيزهم على الجانب الابداعي أكثر من الجانب التأطيري للقواعد. - اذا نستطيع أن نقول أنك من مشجعي مقولة الفوضى أم الابداع !
نعم، من مشجّعيها والعاملين بها. - لو قلت لك دان براون !
دان براون، بالنسبة لي هو أعظم روائي في التاريخ، تتجّلى عبقريّته في شيفرة دافنشي، أعظم عمل روائي قرأته من حيث الاثارة وكمّ الافادة التي خرجت بها، وأعماله الأخرى لا تقلّ روعة، خصوصا ملائكة وشياطين و الرمز المفقود و الأصل، حفاظه على هذا المستوى المدهش في كافة أعماله، هو ما يثبت عبقريته ونبوغه و ابداعه اللامتناهي. - لماذا لا نجد روايات عربية تجمع بين المجال العلمي و الأدبي !
أظن أن ذلك راجع للانطواء داخل تخصص واحد، فالأدبي مهما تمكّن في مجاله، نجده لا يفقه شيئا في العلوم الأخرى، أما العلميّ فهو بعيد كلّ البعد عن التمكّن في الأدب الذي يمنحه استطاعة كتابة نص روائي، بحجّة أنه علمي ولا يستطيع التركيز على أمور شتّى...
هذا الأمر الذي يجعل السّاحة تفتقر إلى أعمال مميّزة.. عكس الغرب حيث نجدهم يجرّبون كل شيء، نجد عالم فلك هو نفسه عالم فيزياء ورياضيات، وأديب ومتمكّن في علم اللاهوت و طيار و فيلسوف، ما يجعل عمله الروائي زاخرا بأشياء من كلّ شيء. - هل سنجد ذلك في واحدة من إبداعاتك !
بإذن الله، أضع هذا الأمر كهدف مستقبليّ، وقد يكون هذا العمل هو ما أظفر من خلاله بجائزة البوكر ...تلك الجائزة التي أضعها كأحد أهدافي المستقبليّة. - " نجوى السقوط " نصوص أدبية خرجت الى النور منذ أيام ، حدثنا عن محتوى الكتاب !
أختصر فأقول أن نجوى السقوط هو عبارة عن نصوص في مجالات شتّى وتأملات حياتيّة مستمدة من الواقع، ورسائل أدبية كتجسيد لمنحى القلب، ونصوص تنمويّة للذات، وكلي فخر بوصف الأديبة عزيزة بوقاعدة في جزء من تقديمها المضمّن في الكتاب، بقولها: " "نجوى السّقوط" منابع الجمال المتدفّق من الصّفحات، تضمّنت خواطر طازجة كرغيف فوق بساط الحلم، ورسائل أدبيّة تجئ مسرّبة في نديف الغيم" أو بوصف الاديبة الروائية والقاصّة المغربيّة آمنة برواضي، في جزء من تقديمها لنجوى السقوط المضمّن في الكتاب بقولها: "الكتاب الذي بين أيدينا مشروع سردي طموح كصاحبه يفيض حياة، ويتدفق أملا، سرد موغل في الذات يحاور به صاحبه شاعرية اللغة التي تصب معظمها في الذات." وبالتأكيد، كلّي فخر بتقديم الأديبة آمنة برواضي، والأديبة عزيزة بوقاعدة والدكتور الروائي عزالدين جلاوجي لباكورة أعمالي الورقية، وثاني مؤلف لي في المسيرة الأدبية، على أمل استحسان القراء بإذن الرحمان.
بصفتي كاتب، أجدني بطريقة عفوية في نصوصي أكتب عن تجاربي وتجارب الآخرين، عن آلامي وآلامهم، حيث توجد أحداث وأشياء مخزنة بداخلنا تخرج مع الحبر لنخطها على الورق شئنا أم أبينا، تكون حاضرة في كتاباتنا. - الكتاب تبنته دار الماهر للطباعة و النشر و التوزيع ، كيف تعرفت على الدار !
بطريقة عفوية، ومباشرة مع انهائي للكتاب، وجهني صاحب مكتبة إلى مقرّ دار النّشر ووجدت منهم الكرم وحسن الاستقبال، فبارك الله فيهم. - ماهي الخدمات التي وجدتها لدى الدار !
أعترف بصرامة الدار من ناحية قبول الأعمال، ومصداقية الأعمال الفائزة بالنّشر، كأعمال قوية...كما أنّ التكلفة وأسعار الطّبع جيدة ومعقولة، بالاضافة إلى جودة العمل المطبعي.
- كانت لك أيضا تجربة في النشر الإلكتروني مع دار ببليومانيا للنشر الإلكتروني ، لماذا إخترت نشر اول أعمالك بنسخة الكترونية !
كانت هناك عدة أسباب وعوامل من بينها الرغبة في معرفة انطباعات عدة حول الكتاب ليتسنى لي التغيير والاضافة والحذف قبل خروج العمل بصورة رسمية ورقيا، لأنّ الانطباع الأول ثابت، ويبقى... ومن جانب آخر لعدم تمكّني ماديا في ذلك الحين، خصوصا أنّ الطبع خارج الوطن مكلف أكثر من المحلي. - هل نستطيع أن نعتبر رغبتك في تدوين اسمك خارج الحدود الجزائرية دافعا أول نحو توجهك للنشر الالكتروني !
لو سألتني الآن حول كوني أريد النّشر خارج الوطن من عدم ذلك، كنت أجبتك بنعم، أريد.. لأن النشر خارجا ناجح في تثبيت الاسم أفضل، وبلوغ الرسالة لأكبر عدد في أقصر مدة، أما في ذلك الحين فلم أفكر في هذا الأمر إطلاقا. - برأيك عبد الرؤوف ماذا ينقص النشر في الجزائر ليصل الى المستوى الذي وصلت اليه الدول التي قطعت مشوارا لابأس به في المجال !
حسب رأيي الاشكال لا يكمن في النشر أو دور النشر، لانّ هذه الاخيرة تلبّي طلب السوق، بل الاشكال في مجتمعنا الذي نجده غير مبرمج على القراءة كشيء أساسي، عكس الدول الأخرى التي تقرأ بنهم، ما يجعل الامر يشكل حافزا لدور النشر عبر تلبية متطلبات السوق الثقافي، من عناوين جديدة وكميات كافية، و للأدباء حيث يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم للخروج بواجهة مميزة عبر عمل مميز يلقى استحسان القراء... عكس بلادنا حيث الموهوب والمبدع، يسأم فيترك المجال ويقضي على مستقبله كمبدع كان وسعه تغيير مسار مستقبل أمّة.
- و ما قولك في القراء الذين يتحججون بغلاء الـاسعار !
من حقهم الشكوى، فأنا بصفتي قارئ مدمن على الكتب الورقية ، كنت في بعض الأحيان أجدني مضطرّا للقراءة إلكترونيا، إما لغلاء سعر الكتاب المقصود أو لعدم توفّره... لكن من ناحية أخرى الكاتب هو الآخر من حقه الشكوى، لارتفاع أسعار الطبع التي يتحكم فيها سعر الورق المرتفع بالدرجة الأولى...
- كمؤلف شاب خضت تجربة النشر بنوعيه برأيك ، هل مازال الكتاب الورقي يحافظ على الريادة!
حسب رأيي، إلى حد الآن لا يزال الورقي منه يحافظ على الريادة، إلا أنه في انحدار مستمر، عكس الالكتروني الذي يزدهر يوما بعد يوم، وسيكون الرائد قريبا.
- تميل الى الرواية و عوالمها ، لماذا لم يدفعك هذا الميول الى الإغتراف أولا من بئر الرواية !
الرواية حسب رأيي تحتاج التمكن من عديد الجوانب، أكثر من النصوص القصيرة و القصة و غيرها من الفنون الأدبية، لذلك اخترت التريّث لحين التمكّن ، فلا أزال في أول العمر، وأمامي مستقبل أدبي طويل بإذن الكريم أجرب فيه كل ما أسعفني الوقت و كذا القدرة .
- تفضلت سابقا أنك من مشجعي و العاملين بمقولة الفوضى أم الابداع ، ألا تخشى من نقد كتاباتك بسبب هذه الأخيرة !
أبدا قد افكر في الامر مستقبلا، أما الآن فأكتب ما أريد بطريقة عفوية، كما جاءت، فما جاء من القلب يذهب مباشرة إلى القلب، وأنا في جعبتي أفكار ورسائل أبلغها عبر أدبي، لذلك لا أقيّد نفسي حاليا بفكرة النقد.
- هي ثقة تمنحها لقلمك !
نعم - ماذا لو حدث و خانتك هذه الثقة !
النقد طبعا آخذه من باب تعديل المسار، أتقبل كل الآراء، أستخدم البنّاء منه لملأ الثقوب الفارغة منّي فأنا لا أزال في بداية الطريق، في مرحلة تعلم، وأتجنّب التعمق في الجارح والهادم منه، لكي لا أكسر عزيمتي بيدي، أما في حالة لو خانني حرفي، سأتحمل نتائج ثقتي ، وأدعوا ربي أن لا أوضع يوما في موقف لا أحسد عليه. - مؤلف شاب ، برع في مجال النص الأدبي ، ماهي النصائح التي توجهها لأقرانك ممن يملكون القدرة على الإبداع !
الحياة قصيرة جدا، وما فيها أكبر من سعتها،لذا انطلق، جرّب وتعلّم كلّ ما وجدت أمامك، غامر بكل شيء من أجل شيء أنت مولع به وتحسّ في قرارة نفسك أنّه الحق والأنسب بالنسبة لك،في حدود المشرّع في الدّين وأحكام الله النافذة ، فالتقوقع على الذات خوفا من التجربة هو حكم بالموت على قيد الحياة.وأهمّ شيء نحتاجه في حياتنا هو تعلّم واتّخاذ قراراتنا بأنفسنا. - أخيرا عبد الرؤوف ماهي مشاريعك و طموحاتك المستقبلية !
حيث أنا الآن في سنّ الـ19سنة ، لديّ الكثير من الطموحات والأهداف،من بينها في الجانب الأدبيّ الحصول على جائزة البوكر للرواية، بالاضافة إلى بلوغ وتحصيل الدراسات العليا في الرياضيات لأكون بذلك جمعت بين نقيضين لا يجتمعان في نظر البعض. وقبل كلّ شيء، وبعد كل شيء، نحن علينا الأمل والطموح واتّخاذ الأسباب والايمان بإرادة الله، وتبقى إرادة الله فوق كل شيء، فهو وحده سبحانه يعلم مواضع الخير كما كتبها لنا، يوجّهنا إليها حيث كانت، لنبلغها كيف كانت.والحمدلله واسع الفضل.
- بدوري أتمنى لك كل التوفيق على جميع الأصعدة ، و أشكرك على رحابة صدرك
آمين يا رب، شكرا جزيلا على الاستضافة الطيبة والفرصة الرائعة، التي منحتموني إيّاها إيناس، كما أنني في الخدمة دوما، بالغ الودّ .
حـــــــــــــاورته : كبير ايناس
"كلّي فخر بتقديم الأديبة آمنة برواضي، والأديبة عزيزة بوقاعدة والدكتور الروائي عزالدين جلاوجي لباكورة أعمالي الورقية"
Reviewed by akhbar 360
on
3:25 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: