حجاب ابيض وتنورة كحلية ونظام كامل في اذرع انثوية "القبيسيات....

   القبيسيات جماعة دعوية نسائية بدأت في سوريا  وانتشرت خارجها كذلك. أسستها منيرة قبيسي  ثم انتشرت إلى دول أخرى مثل الخليج العربي اليمن واوروبا وأمريكا واستراليا  وفي لبنان برزت سحر حلبي فصرن يعرفن فيما بعد باسم السحريات، وبالطباعيات في الاردن وذلك نسبة إلى فتاة تدعى فادية الطباع. وهذه التسميات تصدر من خارج الجماعة، وإلا فأعضائها لا يسمونها بأي تسمية.


   والقبيسيات جماعة تقتصر على النساء، لها عقائد وأفكار وسلوكيات وتصورات خاصة للإسلام، يمارسنها بشيء من السريّة والانعزالية.وليس معروفاً للآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة، بحيث أنهن يرفض حضور أي فتاة لحلقاتهم دون موعد مسبق عن طريق واحدة من عضواتهن الفاعلات، وهذا يجعل العديد من التساؤلات ما الذي يخفيه هذا التنظيم السري
قامت الجماعة بنشاط كبير في بناء مدارس إسلامية للأطفال تقدم مناهج تربية مدروسةومتقنة, ولكن لم يدخل الكومبيوتر للتعليم في اسلوبها التربوي بعد, كذلك فان هذه المدارس تعتمد الاسلوب النظري الالقائي ولا تعتمد اسلوب العلوم التطبيقية او النشاطات الاجتماعية التربوية. وتعتمد في برامجها التعليمية تحغيظ القرآن الكريم بشكل يوميو اضافة إلى المواد الاخرى, الا ان اعداد الاطفال مهولة في صفوفها وتتسبب بالاكتظاظ الشديد, رغم تشديد تعليمات وزارة التربية بالحفاظ على الحد الاعلى المسموح به, الا ان تنفذ هذه الجماعة من خلال علاقاتها رفيعة المستوى مع اطراف الحكومة السورية التي اتشأتها الجماعة للحفاظ على مصالحها الاستثمارية يمكنها دائما من التهرب من حملات التفتيش والانتهاء منها دون اضرار تذكر ونقلا لما روته ندى لموقع الجزيرة فإننا سنتعرف على هذا التنظيم النسوي اكثر
رغم سنها الصغيرة، كانت ندى تلاحظ أثناء الدروس تصرفات تستهجنها، مثل الحب “المبالغ به”، حسبما تصفه، من المريدات للآنسة، تقول “كنتُ أحترمها كما أحترم معلماتي في المدرسة، لكن الفتيات كن متيمات بها، يتسابقن بعد الدرس ليستشرنها بأمور خاصة، كثيرًا ما كنتُ أسمع إحداهنّ تشكي للآنسة والدتها وبعدها عن الدين، لكن كل ذلك كان عاديًا، أمام تنافس المريدات على بقايا الماء في كأس الآنسة بعد انتهاء الدرس وخروجها من الغرفة، وهو أمر لم أفهمه يومًا لأني كنتُ أراه مقززًا”.

تشير ندى إلى أن أمثلة عديدة من هذه التصرفات كانت تجري أمامها لكنها كانت تتغاضى عنها رغم أنها تجاوزات في نظرها، وتشرح ذلك بأمثلة ” مثل (فتحات) الآنسة التي تفتحها في الكتب المدرسية وتدعي أن الأسئلة ستأتي منها، أو وجود أسرار لذكر ما يجب عدم ترديده إلا من قبل الآنسات، أو التشجيع على إخفاء الأمور عن الأهل والكذب عليهم في حال عدم الرضا عن الذهاب للدروس، كما أنني كنت على الدوام أتساءل عن مصدر المال الذي تشتري لنا به الآنسة الهدايا الثمينة لقاء حفظ القرآن”.

تعتمد القبيسيات في دروسهن على كتب معينة مثل “فقه العبادات” لدرية العيطة، “رجال حول الرسول” لخالد محمد خالد، “دلائل الخيرات”، “فقه السيرة” للبوطي، “نجوم في فلك النبوة”، وكتاب التوحيد لسعاد ميبر.

عائلات غنية

استمرّت ندى في ارتياد حلقات حفظ القرآن صيفًا، ومتابعة دروس الدين طيلة العام مع القبيسيات، لكن ذلك لم يجعلها أقرب منهنّ، ولم تتغلغل يومًا في جماعتهن.

وتوضح “لعلّ السبب يكمن في عدم تقديسي للآنسة وعدم إبدائي مظاهر التعلّق، أو في عدم وجود أحد من أهلي أو أقاربي في الجماعة، أو لعله كوني من عائلة غير مشهورة وغير ثرية في بلدي، كل تلك الأسباب محتملة جعلتني أفتقد زميلات كن معي في الدرس، وعلمتُ فيما بعد أنهن دُعين لدروس الدين في الشام، الأمر الذي يدلّ على ترقّي مكانتهنّ، الملحوظ أنهن جميعًا كنّ من أكبر وأغنى عائلات منطقتي في الغوطة الشرقية، كما أن بيوتهنّ كانت تستقبل دروسًا وحلقات تحفيظ”.

تحقير الجسد

لم تكن ندى تحسب نفسها كالأخريات تأثرًا بكلام الآنسة، لكنها اليوم تؤكد على حجم التغيير الذي خلفته فيها الدروس الأسبوعية، تشرح ذلك “القبيسيات يقتلن أنوثة الفتاة بإصرار، تحاول الآنسة بكل ما أوتيت من قدرة على الإقناع، وبتكرار أسبوعي، أن تنفر الفتاة من جسدها، ألا تجعلنا نشعر بجمالنا وألا نظهر هذا الجمال، بل أن نكره ذواتنا”.

لم يكن الأمر بالتلميح، بل كانت الدروس تتطرق إلى ذلك بالتصريح التام، مثل تحريم تنظيف الشعر الزائد من الوجه، تحريم لبس البنطال في المنزل، تحريم ارتداء ملابس بأكمام قصيرة في المنزل ولو للمتزوجات.

حتى الآن ماتزال تستعيد ندى الكلمة الدونية التي تحقّر بها أجزاء جسم الأنثى، الأمر الذي صار يُشعرها بالخجل من جسدها، وكراهية تحولاته الطبيعية، وهو أمر لم تتعافَ منه إلا بعد سنوات من تركها للجماعة، على ما تقوله.

ويشيع العزوف عن الزواج بشكل كبير بين القبيسيات، وهو أمر يعزوه مؤيدو الجماعة إلى الرغبة في تكريس الوقت كاملًا للدعوة والدروس، فيما يعزوه المنتقدون إلى الرغبة بالتحرر من سلطة الرجل وعدم الرغبة “بالانشغال بالزوج عن الآنسة”. كما يشير المنتقدون للجماعة إلى أن زواج من ترتدي حجابًا كحليًا لا يتم إلا بإذن ممن هنّ أعلى منها مرتبة في الجماعة، بعد التأكد من عدم تعارض زواجها مع نشاطها الدعويّ.

في المقابل، يُشار إلى انتشار حالات زواج القُبيسيات من رجال ذوي نفوذ ومال في سوريا، لدرجة جعلت مفكرين من أمثال محمد شحرور يصرح بأن القبيسيات تمثل “شبكة تخترق صانعي القرار في سوريا، وتسعى إلى إقامة دولة إسلامية على غرار (دولة طالبان)”.

عهد الله
تزامن انشقاق ندى عن القبيسيات مع إعطاء النظام لهنّ الإذن بإقامة الدروس في المساجد عام 2006، وتروي قصة ذلك “رغم كل ما كنتُ أتغاضى عنه، لكن ما دفعني لترك القبيسيات للأبد كان مختلفًا، جرت الحادثة في أحد مساجد ريف دمشق، كانت الآنسة سلمى تعطي درس تفسير لسورة البقرة، عندما وصلت لآية “الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.


وتتابع، بعد لحظات من الصمت والتأثر، “تخيلي أن الآنسة تجرأت على تفسير (يقطعون ما أمر الله به أن يوصل) بأنهنّ من يقطعن جماعتهنّ وينقطعن عن الدروس الدينية التي أمر الله بها، كما أنها فسرت من (ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) بأنهنّ من يتركن جماعتهن ويلتحقن بجماعة أخرى، لا أدري كيف تحول السياق من الدين إلى الجماعة، وأخذت الآنسة تدعو الله على من تأخذ ثمار جهد غيرها وتستميل مريداتها وطالباتها، شعرت بالقرف الشديد من مستوى الحديث وكان هذا آخر عهدي بالقبيسيات، رغم الدعوات الكثيرة التي أتتني من زميلاتي بعدها لاستعادتي”.

فضّلت جماعة القبيسيات عدم التصريح بموقف واضح من الثورة السورية، إلا أن لقاء ممثلات لها برأس النظام السوري بشار الأسد في كانون الأول 2012 كان بمثابة اعتراف بشرعيته، الأمر الذي أثار حركات انشقاق بين صفوفهنّ، ولعل صفحة حرائر الثورة المنشفات عن تنظييم القبيسيات  مثال على ذلك.
فهل سنسمع بتنظيم جهادي نسوي تشهر فيه حواء سلاخ الإرهاب؟

بقلم :مروة درنون

حجاب ابيض وتنورة كحلية ونظام كامل في اذرع انثوية "القبيسيات.... Reviewed by akhbar 360 on 3:26 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.