الشباب الجزائري وبعده عن الحدث السياسي



مناصب يشغرها الشيوخ ... تغيرات مفاجئة لولاة الأمر ... رئيس غائب عن الساحة منذ سنوات كغياب صوت شباب الجزائر عن الساحة السياسية .
صفة لم تعد غريبة على المجتمع الجزائري الذي إختار أن يعيش على هامش الوطن لا تهمه إن عقدت مجالس او تغير وزراء ، إختار أن  يواجه صنع القرار في بلده بالتنكر و التجاهل .
حتى حقه في إعتلاء مناصب الحكم صار لا يغريه ما جعل الوسط السياسي تتداول عليه الوجوه نفسها ، هل لأن الكفاءات الشبابية لا تملك المؤهلات المناسبة لتحتل أهم مقاعد الحكم أم أن الشاب الجزائري لا يبالي بما يحصل على الساحة السياسية !
بينت إحصائيات نشرتها جمعية راج قبل أيام في دراسة شملت آلاف الشباب في 41 ولاية كشفت أن 1 بالمئة منهم فقط متحزبون و نسبة كبيرة لا تؤمن بالعمل السياسي بل و تعتبر الحملات الانتخابية مسرحيات هزلية يصدقها كهول المجتمع الذين لازالوا يحملون الوفاء لجبهة التحرير ، بينما إختار الشباب مواقع التواصل الإجتماعية منابر تعبر فيها كلماتهم عن أصواتهم المكتومة ، بدليل ما شهدته الإنتخابات التشريعية الأخيرة حيث صار الفايسيوك أكبر حزب شبابي تتنوع فيه المنشورات التي تعبر عن سخط الشباب على الحكومة و سخريتهم بالمسؤولين و حشد الأفراد لمقاطعة الإنتخابات
و كذلك اليوتيوب لم يكن دوره هينا في هذه الفترة حيث إنتشرت مقاطع و فيديوهات ساخرة من العمل السياسي و أصحابه .
كما أفادت الدراسة أن أزيد من 60 بالمئة من الشباب لا يعتبرون الإنتخابات مزورة بل مغلقة لا يمكن تغييرها فالشباب لا يؤمنون بأن الإنتخابات تزور بل إن الأحزاب أفلست و لم تعد آذان الشعب تطرب لتنميقاتهم الكلامية ، و في سبر آراء قامت به قناة النهار إنكشف أن معظم الشباب الجزائري يجهلون حتى عدد الأحزاب السياسية في الجزائر ، ما يجعلنا نتساءل هل المجال السياسي متعب لهذه الدرجة حتى يختار الشاب الجزائري المعروف بالتفنيين البعد عن شره لامبالاة جعلت السلطات تتحكم في تقرير مصير الجميع دون ان تحاول مناقشة القرارات الأخيرة مع الشعب و آخرون إستغلوا فرصة غفلة المواطن لقضاء حاجياتهم و ملئ الشكارة
و هنا تذكرت حادثة وقعت لي عندما كنت صغير في حوار مع أفراد عائلتي حيث كال متحدثي الشباب الجزائري بكم هائل من الإستهزاءات و السخرية على حد قوله لو تقلد الشباب الجزائري مناصب الحكم لصار كل حرام في الجزائر حلال و كل ممنوع مباح ما جعلني أغضب لهذه العبارة و أدافع عن أبناء جيلي بكل ما أوتي صوتي الصغير من قوة ، كبرت و عرفت عن قرب طينة كل أجيال وطني لا خير في شيابها و لا شبابها فعوضك على الله يا جزائر.
بقلم:ايناس كبير
الشباب الجزائري وبعده عن الحدث السياسي Reviewed by akhbar 360 on 5:42 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.