صورة ورسالة

 الحدث أو المفاجئة بطلها التلفزيون الجزائري بالأمس يعرض لأول مرة، صور كانت مخفية لربع قرن من الزمن، صور من ماضي العشرية السوداء دون تحفظ و بكل جدية عمليات اغتيال حقيقية و ضحايا مرمية و دماء حية، هي ما عرضته شاشة التلفزيون الرسمي الوطني شريط صادم و مفصل للسنوات الظلماء و فترات لبداية المصالحة الوطنية، الأمر الذي خلق موجة انفعال في الوسط الجزائري، تساؤلات طرحت و الأجوبة غامضة فحواها ما هو الهدف من عرض هكذا مشاهد و خاصة في هذا الوقت؟!.
الذكرى الثانية عشر للمصالحة الوطنية و إقرار السلم بعد سنوات عصفت بأرض الشهداء، هو ما احتفلت به الجزائر بالأمس لكن الغريب خرجة التلفزيون الجزائري، و اندهاش الجزائري من ذلك، و انتشرت كاللهيب أفكار عديدة هل هي رسالة مبطنة أم هو تذكير و تحذير، أين الأمانة في العمل و كيف استطاعت التلفزة الجزائرية التشهير بوجوه الضحايا فيما جروح من تلك الفترة لازالت لم تلتئم، الجدل انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ،ردود فعل غاضبة و اقرار بعدم احترافية المسؤولين عن عرض هذا الشريط.
موازاة مع الطلب الذي تقدم به زعيم القبائل فرحات مهني بوضع طلب  رسمي بالأمم المتحدة للمطالبة باستقلال القبائل عن الجزائر، عرض التلفزيون الجزائري برنامجا حول العشرية السوداء تحت عنوان " حتى لا ننسى"، هو ما اعتبره العديد أنها رسالة موجهة بأن وحدة التراب ليست لعبة و هو حتمية يستلزم احترامها.
رواد الوسائط الاجتماعية أجمعوا بأن الأمر تعدى احتفالية بسيطة بل هو واجهة لعقلية حكام الجزائر ، وقد تراوحت ردود الفعل بين متقبل للفكرة كون الأمر عادي وهو جزء من تاريخنا، و بين آخرين أعربوا عن امتعاضهم و أقروا أن الأيديولوجيات اختلفت و تغيرت و لا سبيل لتخويف.

بقلم:فنور عبد الحكيم